رئيس الشاباك يحذر: حكم عباس في خطر

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات




حذر رئيس الشاباك رونين بار في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الأمني من احتمال انهيار سلطة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ظل تعزيز موقف حركة حمـــ اس في الشارع الفلسطيني، والذي اكتسب زخما بعد جولة القتال الأخيرة.

الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية صعب، حيث أوقفت الدول العربية مساهماتها المالية للسلطة الفلسطينية، كما أوقفت دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية المساعدات المالية للسلطة وربطت تجديدها من خلال إجراء إصلاحات حكومية في السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة.  

كما أدت ظاهرة الفساد في السلطة الفلسطينية إلى تآكل كبير في مكانة السلطة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني. 
أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني نُشر هذا الأسبوع في الأراضي المحتلة أن 63٪ من سكان الأراضي المحتلة يعتقدون أن مستوى الفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية لا يزال مرتفعاً ويوجد على رأس القطاع العام.

في هذه الأيام، يقوم جهاز الأمن العام وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقالات منفصلة في الضفة الغربية لمئات من نشطاء حمـــ اس، بما في ذلك عشرات من الأسرى الأمنيين المفرج عنهم، في محاولة لوقف جهود حمـــ اس لإحداث موجة جديدة من الهجمات في القدس والضفة الغربية، السلطة الفلسطينية، بعد أن قام جهاز الأمن العام باعتقال 60 من نشطاء حمــــ اس العاملين في الضفة الغربية من تركيا من قبل صالح العاروري، رئيس الجناح العسكري لحركة حمــــ اس الذي خطط لعمليات قتل وتفجيرات في القدس والضفة الغربية. وصُودرت منها عبوات ناسفة وأسلحة.

قبل أيام، اعتقل جهاز الأمن العام الشيخ حسن يوسف، القيادي البارز في حركة حمـــ اس في الضفة الغربية، المحرك الرئيسي للعمليات الميدانية ضد السلطة الفلسطينية، وكشف أيضًا عن بنية تحتية تابعة لحمــــ اس مكونة من طلاب ينتمون للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بنابلس.

انتقلت حمـــ اس إلى أسلوب جديد لمحاولة إثارة الضفة الغربية من خلال أحداث جماعية يتم فيها رفع رايات حمـــ اس الخضراء، من أجل زيادة الوعي الإسلامي في الشارع الفلسطيني في مواجهة "علمانية" السلطة الفلسطينية.
 السلطة الفلسطينية تفرق بالقوة مسيرات واحتفالات استقبال الأسرى الأمنيين الذين يفرج عنهم من السجون الإسرائيلية وعادوا إلى منازلهم في مدن الضفة الغربية. 
وأحياناً يتدخلون أيضاً لمنع رفع رايات حمـــ اس في جنازات الشهـــــ داء الذين قتلوا في مواجهات مع جنود الجيش الإسرائيلي.

تزعم حمـــ اس أن السلطة الفلسطينية تعمل على أجندة مشتركة بين الشاباك الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الضفة الغربية من أجل الحفاظ على حكم محمود عباس كجزء من التعاون الأمني بين الطرفين.
 وبحسب مصادر حـــ ماس، فإن اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة المسؤول عن قمع مظاهرات حمـــ اس وإحباط الهجمات، هو المفضل لدى رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز.

في الوقت نفسه، تم التوصل إلى تفاهم بين إدارة جو بايدن والحكومة الإسرائيلية حول الحاجة إلى تعزيز الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية وتقديم الإغاثة الإنسانية لسكان الأراضي المحتلة.


فوضى أمنية في الضفة الغربية


تفقد السلطة الفلسطينية سيطرتها من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، من مدينة جنين ومخيمها إلى مدينة الخليل.
 وفي الأيام الأخيرة، انتشرت الفوضى الأمنية في كل من مدينة بيت لحم والحرم الجامعي للجامعات في الضفة الغربية.

كما أصبحت الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، مؤخرًا، ساحة للفوضى الأمنية، من خلال تدخل قوات الأمن الفلسطينية وتأثير بعض عناصر شباب فتح، الأمر الذي يثير الجدل والمواجهة مع الكتل الطلابية الأخرى.
 اندلعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة في جامعة النجاح في نابلس وجامعة بير زيت في منطقة رام الله وجامعة أبو ديس.

في 5 كانون الأول، قُتل الطالب مهران خليلية، 21 عامًا، خلال شجار سياسي في حرم الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وأصيب ثلاثة طلاب آخرين بجروح طفيفة. وعقب مقتل الطالب في جنين، اندلعت اشتباكات عنيفة بين سكان قرية جبع التي منها الطالب، وبين قوات الأمن الفلسطينية التي شارك فيها المئات من الأهالي الذين رجموا رجال الأمن الفلسطيني بالحجارة مطالبين بإعدام القاتل..

وتتهم حركة حمــــ اس والهيئات المعارضة في منظمة التحرير الفلسطينية الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية بإثارة الفوضى الأمنية في الجامعات. وبحسبهم فإن بعض الحوادث عفوية نتيجة تدهور الوضع الأمني العام في الضفة الغربية.

لكن معظمها ينبع من حقيقة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يخشى اندلاع العنف بين جيل الشباب بسبب الوضع السياسي، لذلك تقوم قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقالات بين الطلاب وتحاول تقليص نفوذ الفصائل المعارضة للسلطة الفلسطينية وتقوية حركة فتح قبيل الانتخابات الطلاب في مختلف الجامعات في الضفة الغربية.

"إن الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في منطقة جنين ضد ظاهرة الجريمة وجمع الأسلحة غير المشروعة تتم بشكل كسول. والسلطة الفلسطينية تواجه صعوبة في فرض القانون والنظام، في الخليل، تتواصل الصراعات العنيفة بين عشيرة الجعبري وعشيرة العويوي، وترى المنطقة ضعف السلطة الفلسطينية وتحديها.

الشعور السائد في الشارع الفلسطيني أن رئيس السلطة محمود عباس يضعف ويفقد السيطرة. يتزايد الخوف في السلطة الفلسطينية من اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكم محمود عباس.


بالنسبة للفلسطينيين ولـ "إسرائيل"، فإن هذا نذير شؤم لمعركة الخلافة المتوقعة بعد تنحية رئيس السلطة الفلسطينية من المسرح السياسي.
 وينتشر في المنطقة عشرات الآلاف من الأسلحة غير المشروعة وعصابات المسلحين المنظمة على أسس إجرامية وسياسية، وهذا تحدٍ أمني كبير لمن سيتم تعيينهم خلفًا مؤقتًا لمحمود عباس حتى الانتخابات العامة.

رئيس الشاباك رونين بار محق في تقييمه للوضع. يجب على الحكومة أن تأخذ ذلك في الحسبان.
 تتطلب المصلحة الأمنية الإسرائيلية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يستمر في منصبه وأن يظل حكمه مستقراً.
 خلاف ذلك، فإن خطر سيطرة حمــــ اس على الضفة الغربية كما سيطرت على قطاع غزة عام 2007 يتحول تدريجياً إلى خطر حقيقي.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023