غانتس المتلون

يحيى حاج حمد

أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية

بقلم: يحيى حاج حمد  

باحث في حضارات  


تداولت وسائل الاعلام أن غانتس وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، أرسل برقية تعزية لأهالي الضحايا الثمانية، الذين سقطوا في حادث سير مروع بالقرب من قرية العقربانية في أريحا يوم الخميس 6-1-2022، مبادرةٌ قد تبدو للوهلة الأولى عملاً إنسانياً صدر من رجل يشعر ويتألم بمصاب الأبرياء ويبحث عن حياة يملؤها الحب والسلام إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فبيني غانتس لمن لا يعرفه هو حامي قطعان المستوطنين اللذين يعيثون فساداً وإرهاباً، في شوارع ومدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، كما حصل في برقة وسبسطية وغيرها، وبيني غانتس يغض الطرف عن جرائم المستوطنين، التي كان آخرها يحدث أثناء إرساله برقية التعزية، بل وفي ذات المكان الذي سقط فيه الضحايا الثمانية، حيث قام مستوطن بدهس المواطنة شفيقة بشارات، من العقربانية وأيضًا قبل هذه الجريمة ب 24 ساعة عندما استشهد الشاب مصطفى فلنة، وهو والد طفلة عمرها عام، وذلك بعد أن دهسه مستوطن آخر عند قرية صفا في رام الله ولاذ بالفرار، وجريمة أخرى كان ضحيتها المسن سليمان الهذالين 75 عاماً، حيث قام مستوطن بدعسه عند مسافر يطا أمام أعين الكاميرات، وقبلها في قرية سنجل في رام الله وأيضاً بذات الطريقة استشهدت المسنة مسالمة أمام عينيّ زوجها، وما حدث أيضاً مع الشاب رائد الخراز من مدينة نابلس والذي ما زال تحت العناية المكثفة منذ أكثر من 45 يوماً، إضافة إلى أن غانتس هو أحد الصناع لقرارات حكومته ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة؛ بل وبقرارات هدم بيوت الفلسطينيين وتركهم في العراء دون أي رحمة.
 ولن ننسى أن بيني غانتس هو قائد الحرب الأخيرة على غزة والتي قتلت مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، فالحقيقة تقول أنه لا يمكن لذئب أن يخفي أنيابه حتى لو تخفّى بجلد حمل وديع.

وبهذا أرى ان مبادرة غانتس لأهالي شهداء لقمة العيش وحتى لقاؤه بأبي مازن قبل نحو أسبوع ليست سوى خطوة يقوم بها ليخفي طموحه القاضي بأن يصبح زعيمًا لمعسكر مركز يسار في "إسرائيل".





جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023