أسباب التصعيد المفاجئ للميليشيات الإيرانية ضد الأمريكيين في سوريا
نتسيف نت



قالت الميليشيات الموالية لإيران "لقد هاجمنا قواعد عسكرية حيث توجد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا والعراق في نفس الوقت"، بينما اعترفت بالهجوم وشددت على حقها في "الدفاع عن النفس".


وتأتي الهجمات فيما تحيي إيران وحلفاؤها في المنطقة الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس التجنيد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في هجوم أمريكي قرب مطار بغداد في يناير 2020.


أطلقت خمسة صواريخ، مساء الأربعاء، على قاعدة عسكرية عراقية في عين الأسد غربي البلاد، حيث يتواجد مستشارون عسكريون من قوات التحالف الدولي، وذلك بعد ساعات من إطلاق ثمانية صواريخ على قاعدة تتواجد فيها قواتها في شمال شرق سوريا.


وبخصوص الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق، قال مصدر في التحالف الدولي لوكالة فرانس برس "لاحظنا إطلاق 5 صواريخ سقطت على مسافة بعيدة من المنشأة"، مضيفا أن أقرب صاروخ "سقط على بعد حوالي كيلومترين" من القاعدة في محافظة الانبار المحاذية لسوريا دون وقوع أضرار أو إصابات.


وهذا هو الهجوم الثالث من نوعه منذ يوم الاثنين في العراق. وتعرضت عين الأسد، الثلاثاء، لهجوم طائرات مسيرة انتحارية، فيما تعرض مركز دبلوماسي أميركي في مطار بغداد لهجوم بطائرتين مسيرة. 

وقال مصدر في التحالف الدولي لوكالة فرانس برس إن الهجومين أحبطا ولم يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.


وبشأن الهجوم في سوريا، أعلن التحالف، الأربعاء، أن "قوات التحالف تعرضت صباح اليوم لهجوم بثمانية صواريخ" أطلقت على القاعدة في حقل العمر النفطي بريف دير الزور.


واتهم التحالف "عناصر مدعومة من إيران" بإطلاق الصواريخ.


وقال قائد قوات التحالف الجنرال جون برينان: "يواصل تحالفنا رؤية تهديدات لقواتنا في العراق وسوريا من الميليشيات المدعومة من إيران".


وحول أسباب تصعيد الهجمات منذ بداية العام، ربط رئيس تحرير موقع الشرق الإخباري، فراس علوي، تعثر المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في فيينا من جهة. وفي المقابل مع الذكرى الثانية لاغتيال قاسم سليماني في غارة جوية أميركية، كانت الرسالة من طهران مزدوجة.


وأوضح علوي أن الإيرانيين يستخدمون سوريا بشكل أساسي لإرسال رسائل للرد على الولايات المتحدة، خاصة وأن مواقع الميليشيات الإيرانية قريبة من مواقع القوات الأمريكية، وفقط أميال قليلة تفصلهم على جانبي نهر الفرات وبشكل أساسي للإشارة إلى إصرارهم على البقاء في سوريا، وقدرتهم على الرد متى شاءوا.


وأشار علوي إلى أن حجم الرد الأمريكي على الهجوم على المليشيات الإيرانية على حقل العمر النفطي جاء مفاجأة للمليشيات الإيرانية، حيث ردت القوات الأمريكية بمهاجمة المليشيات الإيرانية في دير الزور والبوكمال والميادين مما تسبب في المليشيات الإيرانية تتجه إلى التصعيد ومهاجمة قاعدة عين الأسد .


وشاطر المحلل السياسي درويش خليفة تصريحات الصحفي علوي، قائلا إن الهجمات كانت متزامنة مع ذكرى اغتيال سليماني، وقال إن المحور الإيراني لن يتجاوز هذا الاغتيال بصمت، في المقابل، قد تكون هناك علاقة بين المفاوضات المتوقفة بين إيران والقوى الدولية في فيينا، وبالتالي، بطبيعة الحال، هناك ضغط على القوات الأمريكية.


ولفت إلى أن التصعيد الإيراني جاء بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في قمة المنامة، والتي أكد فيها أن القوات الأمريكية لن تغادر الشرق الأوسط، على عكس آمال طهران في خروج القوات الأمريكية من المنطقة، مما سيسهم في زيادة نفوذ إيران وإقامة مشاريعها في المنطقة.


وأضاف خليفة في حديث لبلدي نيوز، أن التحالف سيعزز قاعدة التنف في جنوب شرق سوريا بقوات ومعدات إضافية، وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة سترد بقوة على أي استفزاز وهجمات من قبل الميليشيات الإيرانية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023