أسرى إلى متى؟


بقلم أيمن عبد المجيد  

1-2-2022  

لا شك أن مسألة الأسر ستبقى مستمرة ما دام هناك احتلال وما دامت هناك مقاومة فلسطينية باسلة ومشروعة ،ولكن السؤال الصعب الذي يسأله كل أسير مضي على اعتقاله سنوات كثيرة 15 عام، 20 عام، 30؛ بل و40 عام، وكذلك تسأله كل زوجة أسير، وكل ابنٍ أو أخٍ أو أختٍ للأسير، وهؤلاء في الغالب قد توفى الله آبائهم وأمهاتهم، بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن والألم والمعاناة، يسألون إلى متى سيبقي هؤلاء الاسرى في الاعتقال والقهر والحرمان؟

السلطة الفلسطينية تكتفي بالقول، بأنها تُطالب بإطلاق سراح الأسرى وخاصة القدماء، وتعلم بأنّ الأمر لن يكون، إنما هي علاقات عامة ،فما بال المقاومة التي يعوّل عليها الأسرى، كل الأسرى وحتى أولئك الذين يؤيدون أبو مازن والسلطة الفلسطينية، ما بال المقاومة لم تنجح حتى الآن في الضغط الكافي؛ لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى؟ وعلى أقل تقدير الحالات الصعبة والصعبة جداً من الأسرى ،فأين شجاعتها المعروفة؟ وأين حكمتها المعهودة؟  

يعلم شعبنا بأن المقاومة تعيش أوضاع الملاحقة والحصار وأن المؤامرات عليها كبيرة جداً، ومع ذلك فإن واجب المقاومة الوطنية والشرعية أن تنجح ولا خيار لها إلا النجاح، فأعمار الأسرى تمضي وأجسادهم تبلى بعد20 عاماً بالأسر، ولكن معنوياتهم رغم كل شيء ووفق كل المؤشرات عالية وإيمانهم وثقتهم بالله وبمقاومتهم كبيرة؛ لذلك هم يستحقون فعلاً لا قولاً، أن يوضعوا على أعلى سلم الأولويات الوطنية، وتحديداً لدى المقاومة، وأن يتم تقديمهم على بعض القضايا الوطنية الضرورية، فالوقت يمضي والوقت كالسيف، ومعاناتهم تزداد يوماً بعد يوم، وسلطات السجون تتفنن في إيذائهم ومحاولة النيل، وأن تفت من عضدهم؛ لتجعلهم عبرة لكل من يفكر بالنضال أو مقاومة الاحتلال الغاشم.

إن واجب المقاومة يتعاظم ويكبر مع مرور الوقت والتساؤلات حول عدم تحقيق إنجاز في قضية تبادل الأسرى الموعودة، وبعد مرور أكثر من سبعة سنوات تتزايد، ومن عادة الاحتلال أنه يماطل ويخادع، ومن طبيعته أن يحاول أن يكسب المزيد من الوقت؛ ليقضي على حياة أسرانا، كأبطال الشعب ورموز نضاله؛ للمس من المعنويات الوطنية للشعب الفلسطيني، ولكل أنصار المقاومة والذين ينتظرون على أحر من الجمر؛ أن تفي المقاومة بوعدها الصادق، بزيادة ما لديها من (غلة) لإجبار؛ الاحتلال على إطلاق الأسرى.

 هذا واجب أحرار المقاومة والشعب الفلسطيني، فإن تأخروا؛ فإنّ مصداقيتهم على المحك.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023