أسرى إلى أن تقرر المقـــ اومة

عمار الزبن

كاتب وروائي فلسطيني

أسرى إلى أن تقرر المقاومة  

بقلم: عمار عبد الرحمن  

4-2-2022


قرأت ما كتبه الأستاذ أيمن عبد المجيد ونشره مركز حضارات بتاريخ: 02/02/2022، تحت عنوان "أسرى إلى متى؟" و قد لامست مقالته الواقع الصعب الذي يعيشه أسرانا البواسل، وتمر به قضيتهم العادلة وواقع شعبنا ومقاومته الباسلة، وقد أثّر ذلك في قلب وعقل صاحب ضمير في فلسطين والعالم، كيف لا وقد طال انتظار هؤلاء الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وطالت معانتهم، فلا يعقل أن يبقي أسير فلسطيني واحد أمضى 20 عاماً في الأسر، فكيف بـ 30 و40 وكيف يُرضى الأحرار ذلك؟ وإطلاق هؤلاء ليس مستحيل؛ بل بحاجة للمزيد من الاهتمام، هو بحاجة لإرادة فولاذية وقرار صارم، وقد جاء في الأثر الحكيم "إن لله عباداً إذا أرادو أراد".

يتفق كل المنصفين بأنّ المقاومة الفلسطينية التي أنجزت صفقة وفاء أحرار أولى قبل 10 سنوات تقريباً تعمل وتحاول وتبذل الجهود من أجل إطلاق سراح بقية الأسرى، وفي المقابل فإن دولة وحكومة الاحتلال ترفض وتراوغ وتماطل فهل يعني هذا بقاء الحال كما هو عليه الآن؟ أي أن يبقي الأسرى ينتظرون؛ حتى تقرر دولة القمع والإرهاب، الاستجابة لمطالب المقاومة العادلة، بإطلاق سراح الأسرى ومتى سيحدث هذا؟  

وهل أعمار الأسرى تحتمل؟ وإن احتملت فهل نجعلها سُنّةً وعادةً بأن يبقى الأسير ينتظر 20 عام أو أكثر حتى يطلق سراحه؟

هي أسئلةٌ صعبةٌ جوابها واحد، وهو أن الحقوق تنتزع انتزاعاً وحق الحرية للأسري يتم رغماً عن أنف المحتلين الطغاة، لا يمكن ولا يعقل، ولا يجوز أن يظل الأحرار أن يطالبوا الأسرى بالمزيد من الصبر، أو السكوت أو التذرع بالقضاء والقدر، أو مطالبتهم بضرورة إعطاء فرصة أخرى، وذلك بعد مرور عشرات السنين وعليه، فإن واجب الساعة هو التحرك الآن من أجل إنقاذ الأسرى، فإذا تحرك القطار اليوم فقد يؤتي الامر أكله بعد سنة أو سنتين وإلا فمصير الأسرى مجهول.

القرار إذاً، بيد المقاومة الحُرة الشريفة، والتي عاهدت ربها وعاهدت شعبها وأمتها أن تحرر الأسرى، ولو كلفها الأمر أثماناً باهظةً جداً.

إن أمر تحرير الأسرى هو أمر ممكن رغم صعوبته، ومعادلات تحرير الأسرى أصبحت واضحة لدى أهل التضحية والمقاومة والفداء، وليتذكر الجميع بأن هناك نائل البرغوثي، وكريم يونس، ووليد دقة؛ ينتظرون منذ 40 عام، وأن هناك عبد الناصر عيسى ومحمود عيسى وأبناء إغبارية وغيرهم يعانون منذ أكثر من 30 عاماً، وأن هناك العشرات بل المئات من الأسرى وعائلتهم، يتضرعون إلى الله في الصباح والمساء؛ أن يوفّق الله أبناء وقادة المقاومة، في تحقيق صفقة تبادل مشرفة، تسمح بوقف معاناة أبطال ورموز الشعب الفلسطيني، وهم من أسهموا بصناعة مجد وشرف وكرامة الفلسطينيين وكل الأمة، إن مسؤولية بقاء الأسرى في بطن الحوت، وفي خضم المعاناة تقع أولاً وأخيراً على عاتق الاحتلال الظالم، ولكنّ المقاومة الباسلة و الشريفة تتحمل أيضاً مسؤولية عدم القيام بالجهود الكافية، بإجبار وإرغام الاحتلال على عقد الصفقة، وذلك مع كل التقدير والاحترام والمحبة لمقاومتنا المظفرة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023