أ.د إبراهيم أبراش
غالبية الفصائل، التي تتدعي الحرص على المنظمة، هي في حقيقة الأمر لا تريد استنهاض وتفعيل المنظمة، كمشروع وطني تحرري وتباكيها على المنظمة يخفي أهدافا أخرى، إنهم يريدون الوصول لقيادة المنظمة لاكتساب شرعية تمثيل الشعب، وبهيمنتهم على رمزية المنظمة، يستطيعون الهيمنة على النظام السياسي، وعلى السلطة وعلى مقدرات الشعب, و تكييف المنظمة وظيفيا وبنيويا, بما يخدم توجهاتهم وأيديولوجيتهم ومصالحهم، وإن لم يتحقق لهم ذلك فسيسعون لتخريبها وتشويهها.
وللتذكير فإن حركة حمــ ـاس، عندما تأسست عام 1987، لم تعترف بالمنظمة وبشرعيتها، وطرحت نفسها بديلا عنها ثم نازعتها على تمثيل الشعب، كل ذلك قبل أن يكون هناك سلطة وتنسيق أمني، حتى حركة فتح، ومنذ تأسيس السلطة، أصبحت مراهنتها على السلطة والدولة، واستحقاقات الدولة غير استحقاقات المنظمة كحركة تحرر وطني، لذا ثم تهميش المنظمة وتفريغ دوائرها ومؤسساتها، حتى باتت هياكل ومسميات دون مضمون.