موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
استعدادًا لشهر رمضان، الذي يصادف شهر نيسان / أبريل المقبل، أطلقت حمــــ اس ، بالتعاون مع الفصيل الشمالي للحركة الإسلامية، في "إسرائيل"، في إطلاق حملتها الدينية الكبيرة، المسماة "الفجر العظيم". بدأت هذه المبادرة لأول مرة في مدينة الخليل، في تشرين الثاني / نوفمبر 2019، وكان هدفها تعزيز الوجود الإسلامي في الحرم الإبراهيمي، وتشكيل ثقلًا موازنًا، لإعلان الحرم الإبراهيمي، كموقع تراثي يهودي.
بعد نجاح المبادرة في الخليل، تم نقلها إلى القدس، للمسجد الأقصى، في الحرم القدسي، تمت الصلاة الأولى لهذه المبادرة في المسجد الأقصى، في 10 يناير 2020، وأصبحت حدثًا أسبوعيًا كل يوم جمعة، في المسجد الأقصى، في القدس، وأيضًا في المساجد داخل الخط الأخضر، بدأ الآلاف من عرب "إسرائيل"، في الوصول عن طريق النقل المنظم من الجليل والمثلث، لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، كان الهدف هو تعزيز الوجود الإسلامي في الحرم القدسي، وتحدي الحكومة الإسرائيلية، التي تدعي السيادة على الحرم القدسي.
سرعان ما تحول مشروع "الفجر الكبير"، في المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، في الخليل، إلى مظاهرة دينية سياسية أسبوعية، تشكل منبرًا لإثارة القضايا السياسية، التي تهم الشارع الفلسطيني، مثل الأسرى الأمنيين أو المستوطنات، كان هذا البرنامج أيضًا بمثابة منصة للتحريض ضد "إسرائيل"، ونقل رسائل حمــــ اس العنيفة.
حمــــ اس تعلم أن تصعيد الوضع الأمني في الحرم القدسي، يمكن أن يشعل انتفاضة جديدة، إن لم يكن في كل مناطق الضفة الغربية، فبالتأكيد في القدس الشرقية، كما حدث في الماضي.
لقد أصبح الحرم القدسي، أعواد الثقاب أو المتفجرات، التي تحرق المنطقة، ويدرك رئيس السلطة الفلسطينية وحمــــ اس ذلك، ويستخدمان الرمز الديني للمسجد الأقصى، لمحاولة إشعال المنطقة، بما يتناسب مع احتياجاتهما السياسية والسياسية.
حاولت شرطة "إسرائيل"، في كثير من الحالات تقليص عدد المصلين المسلمين، الذين يحضرون صلاة الفجر في المسجد الأقصى، من أجل منع الصلاة والخطب من التصعيد، إلى مستوى المواجهات في ساحة الحرم القدسي، وأخرت الحافلات القادمة من الجليل والمثلث، في طريقها إلى القدس، وشددت عمليات التفتيش الأمني عند بوابات الحرم القدسي، وبحسب مصادر فلسطينية، فقد بعثت أيضًا برسائل نصية، إلى الهواتف المحمولة للمصلين، في القدس الشرقية، حذرت فيها من أنشطة التحريض، وخرق القانون.
وبسبب انتشار فيروس كورونا، وإغلاق المسجد الأقصى للصلاة، توقف المشروع لعدة أشهر، ولكن تم تجديده في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2021، واستمر منذ ذلك الحين، بحسب الفلسطينيين، في أعقاب جولة القتال الاخيرة، قامت شرطة القدس، بتشديد الفحوصات الأمنية عند بوابات الحرم القدسي، وعلى الطرق المؤدية إلى القدس، ليل الخميس وصباح الجمعة، من أجل الحد من تواجد المصلين المسلمين في الحرم القدسي، والمسجد الأقصى، وإفشال المشروع.
وطالما أن النشاط الديني لا يخالف القانون، فلا يمكن للشرطة منعه، كما تمتنع الحكومة الإسرائيلية الحالية عن فرض الإغلاق، بسبب كورونا، وهذا يسمح لحركة حمـــ اس، بتحريك جموع المصلين نحو المسجد الأقصى، يوم الجمعة، وتدرس حمـــ اس حاليا إمكانية نشر وتوسيع مشروع "الفجر الكبير"، على مساجد كبرى مدن الضفة الغربية، مثل رام الله، ونابلس، وجنين، وطولكرم، لتحويل الأحداث إلى تظاهرة أسبوعية شاملة، مرتبطة بالمسجد الأقصى.
يشعر مسؤولون أمنيون في "إسرائيل"، بالقلق من استئناف حملة حمــــ اس، مما قد يؤدي إلى اشتباكات بين المصلين المسلمين والإسرائيليين، في الوصول إلى الحرم القدسي الشريف، وهو ما قد يتصاعد خاصة قبل عيد الفصح، وخلال شهر رمضان.
تقول مصادر في حمــــ اس، أن حكومة بينيت - لابيد - غانتس، هي حكومة هشة، وأن التحالف يعتمد على حزب القائمة العربية، وهو ذراع الإخــــ وان المسلمين، لذا فمن المحتمل جدًا ألا تحاول الحكومة الإسرائيلية القيام بوقف مشروع "الفجر الكبير"، حيث أن المشروع قانوني، وستجد الحكومة الإسرائيلية، صعوبة في تحمل الانتقادات داخل "إسرائيل"، والنقد الدولي.