حركة حمــ ـاس أصبحت منبوذة دولياً

مكان

⁨بقلم: عهدية أحمد السيد - كاتبة وصحفية بحرينية⁩


أصبحت حركة حمــ ـاس، منبوذة دولياً فالحركة تتأرجح بين تبعيتها المادية لإيران، وبين تبعيتها الأيديولوجية، لـ"الإخــ ـوان المسلمين"، مما يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.

أعلنت أستراليا، تصنيف حركة حمــ ـاس، بجناحيها السياسي والعســ ـكري، منظمة إرهــ ـابية، الأمر الذي سيضع قيوداً على مصادر تمويل الحركة، وتجريم داعمي أنشطة حمــ ـاس، وبذلك، تنضم أستراليا، إلى بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وأمريكا، وعدة دول أوروبية، تحارب الإرهــ ـاب الإخواني.

وكانت بريطانيا، قد صنفت حمــ ـاس بشكل كامل كمنظمة إرهــ ـابية، بعد عشرين عاماً، من اقتصار التصنيف على الجناح العسكــ ـري فقط، مع تشديد وزارة الداخلية البريطانية، على حظر كافة أشكال الدعم للحركة، بينما خاض الاتحاد الأوروبي، سجالاً قضائياً طويلاً، انتهى بإعادة حمــ ـاس إلى قوائم الإرهــ ـاب، كما أخذت دول أوروبية، إجراءات تستهدف جماعات الإسلام السياسي، بدءاً من النمسا التي حظرت رسمياً، أنشطة تنظيم الإخــ ـوان، بينما قامت ألمانيا، متمثلة في البرلمان الألماني، بحظر أعلام وشعارات حمــ ـاس، منعاً لتحفيز الخطاب المتطرف.

وعليه، أصبحت حمــ ـاس، في مرمى رصد الأجهزة الأمنية في أوروبا، مما سيضيق الخناق على تحركات حمــ ـاس بشكل خاص، والإرهــ ـاب الإخواني بشكل عام، حيث استندت القرارات الأوروبية على أدلة تؤكد الخطاب العدائي، والتحويلات المالية المشبوهة إلى عناصر وكيانات تدعم الإرهــ ـاب، ورغم أن حمــ ـاس أعلنت فك ارتباطها بتنظيم الإخــ ـوان، إلا أن الإعلان ليس إلا "تقية إخوانية", للتغطية على تبعيتها لتنظيم الإخــ ـوان الدولي.



تركيا تتخلى هي الأخرى عن حمــ ـاس, وتسعى إلى الاقتراب, من الدول العربية المعتدلة.

جاءت الصفعة التركية في وجه حمــ ـاس، حين فضلت تركيا، مصالحها العليا، في سبيل تحسين علاقتها بدول الاعتدال العربي، وإعادة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، حيث ذكرت صحيفة "hurriyet" التركية، أن أنقرة، أبلغت حمــ ـاس، بأنها لن تسمح لقيادات الحركة العسكــ ـرية، البقاء في تركيا، ولن توفر مساعدات عسكــ ـرية لحركة حمــ ـاس، لتبدأ تركيا، صفحة جديدة في علاقاتها بالمنطقة، مبنية على المصالح الاقتصادية، في محاولة لطي صفحة الخلافات.

ويتزامن هذا الخبر، مع زيارة الرئيس التركي أردوغان، إلى الإمارات، وقرب زيارة الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، إلى تركيا، في دلالة على تخلي تركيا، ولو مرحلياً عن المشروع الإخواني، الذي أضر بالاقتصاد التركي، لتتجه تركيا اليوم، نحو الشراكة الاقتصادية الشاملة مع دول المنطقة العربية، و"إسرائيل"، مما سيؤثر إيجاباً, على مستقبل تنمية المنطقة وازدهارها.



التناقض بين الدعم الايراني، والتبعية الأيديولوجية للإخــ ـوان المسلمين، سيطفو على السطح في نهاية الأمر.


هناك مناخ دولي وإقليمي، يشير إلى تحجيم أنشطة حمــ ـاس المنبوذة دولياً، لما ترتكبه من جرائم إرهــ ـابية، تهدد أمن واستقرار المنطقة، ويدرك العالم أن حمــ ـاس، لا تمثل الشعب الفلسطيني، بل أداة يديرها الحرس الثوري، لتنفذ مخططات النظام الإيراني، ومن جانب آخر تنفذ مؤامرات التنظيم الدولي للإخــ ـوان، وهنا يأتي مصدر خطورة الحركة، عندما تتقاطع مصالح داعميها في إيران، مع مصالح داعمي تنظيم الإخــ ـوان الكلاسيكيين، وتكون النتائج وخيمة على الشعب الفلسطيني، والمنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023