07 مايو 2024, الثلاثاء 8:49 م
بتوقيت القدس المحتلة
رحلة بينيت إلى موسكو


معهد INSS لدراسات الأمن القومي

ترجمة حضارات


هل هناك فرصة للمفاوضات؟ كتب الباحثون في المعهد، السفراء الإسرائيليون السابقون في روسيا وأوكرانيا، تسفي ماغن وصوفي كوفزنتسيف: ترسم الحرب في أوكرانيا صورة معقدة لا يظهر فيها حسم عسكري وشيك. 
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وسط تصاعد الاحتجاجات في أنحاء روسيا والعقوبات الغربية التي تؤثر بشدة على الاقتصاد الروسي. 
في غضون ذلك، تمت زيارة بينيت المفاجئة لموسكو يوم السبت الماضي. 
من المهم تقييم أهمية الزيارة وقدرة "إسرائيل" على أن تكون لاعبًا مهمًا في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

في اليوم الثاني عشر من الحرب في أوكرانيا، تُظهر الصورة السياسية أن معظم القادة الغربيين متحدون ضد بوتين إلى جانب فرض عقوبات شديدة على الاقتصاد الروسي والمقربين من بوتين.
 الزعيم الغربي الوحيد الذي لا ينتمي إلى المعسكر الغربي المتحد هو رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لذلك، ومن جانب بوتين فإن اختياره كوسيط بين روسيا وأوكرانيا مريح له وممكن.

تجري منذ أسبوع مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بمبادرة روسية. الروس لديهم هدف للوصول إلى التفاهم والتسوية، وذلك على خلفية حقيقة أن المعركة العسكرية المستمرة لا تخدم الوضع الروسي.
 كان الهدف الرئيسي لروسيا مع بدء المعركة العسكرية في أوكرانيا هو تغيير الحكومة في كييف في وقت قصير ومواصلة المعركة السياسية ضد الغرب. 
وبما أن الروس فشلوا في تحقيق هذا الهدف فقد فتحت إمكانية المفاوضات السياسية.
 نؤكد أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاقيات في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، بما في ذلك موافقة الأوكرانيين على عدم الانضمام إلى الناتو في السنوات المقبلة، فإن المعركة السياسية ضد الغرب لن تنتهي في هذه النقطة، كما سيطالب بوتين الغرب بسحب قوات الناتو من أوروبا الشرقية وتخفيف العقوبات.

أخيرًا، وبصرف النظر عن زيارة بينيت إلى موسكو، يجب أيضًا مراعاة المحادثات النووية في فيينا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
 قد يؤدي الاتفاق النووي الذي سيفتح سوق الوقود الإيراني إلى تقويض الاقتصاد الروسي، الذي يعتمد في هذه المرحلة من العقوبات بشكل أساسي على النفط والغاز. 
يتيح ارتفاع أسعار النفط في العالم مجالاً للمناورة للروس في المعركة السياسية. 
هذا الجانب مهم أيضًا في محاولات "إسرائيل" للتأثير على الاتفاقية، التي سيتم توقيعها في نهاية المطاف.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023