هل سينجح لقاء الشيخ -يسرائيلي في الحد من تصعيد الضفة؟

بقلم: ناصر ناصر

08/03/2022  


ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت 08/03/2022، أن لقاءً مفاجئاً قد تمّ في رام الله، في تاريخ 7/3 بين حسين الشيخ، أحد كبار قادة فتح، والسلطة الفلسطينية، وبين رئيس مكتب وزير الحــ ـرب الإسرائيلي، معيان يسرائيلي، وذلك في سياق تناول الصحيفة لسلسلة العمليات الأخيرة، في الضفة الغربية، والتي بدأت الأربعاء الماضي، بطــ ـعن مستوطن في حزما، ثم الخميس طعن آخر في حزما أيضاً، ثم الأحد طعــ ـن جندي، في البلدة القديمة في القدس، تلتها عملية أخرى, أمس الاثنين، للشــ ـهيد عبد الرحمن علي، من الجلزون والذي قام بطعن جنديين, من جنود الاحتــ ـلال، في البلدة القديمة في القدس، فهل سينجح لقاء الشيخ-يسرائيلي في كبح موجة العمليات التي تتوقع "إسرائيل", تزايدها في الضفة الغربية، بسبب شهر رمضان, ويوم النكبة, التطهير العرقي وعيد الفصح لليهود.  

من الممكن القول, أن الهدف الرئيس للقاء الشيخ-يسرائيلي, في رام الله, أمس, كان تعزيز المعادلة الأمنية الوضيعة بين الاحتــ ـلال الإسرائيلي, وأجهزة أمن السلطة, والقائمة على بذل السلطة المزيد من الجهود, والملاحقات النشطاء الفلسطينيين الوطنيين, على كافة الأصعدة, ومنها العمليات وإبداء الرأي على صفحات التواصل الاجتماعي, وملاحقات سياسية واجتماعية لكل نشيط, يرفض معادلة التعاون الأمني، وفي المقابل تقوم "إسرائيل", بمنح قادة السلطة المزيد من التسهيلات الشكلية, أو الحياتية الأساسية للشعب الفلسطيني, في الضفة الغربية دون أي تطرق للموضوع إنهاء الاحتــ ـلال, أو أي قضايا سياسية أخرى, وقد يكون غضب الفلسطينيين، على هذه المعادلة الوضيعة سبباً إضافياً، في دفع شبان فلسطينيين، لطــ ـعن واستهداف المزيد من جنود الاحتــ ـلال الغاشم.  

تتجنب دعاية دولة الاحتــ ـلال الإشارة للأسباب الحقيقية لقيام هؤلاء الشبان بمثل هذه العمليات وهو استمرار سياساتها القمعية في الاستيطان وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية والوطنية وتتذرع بذرائع تعتقد أنها مريحة لها في الرأي العام كاتهامها لحمــ ـاس، بالمسؤولية عن خطط لإشعال الضفة الغربية، ضد الاحتــ ـلال، وهل حماس إلا حركة مقــ ـاومة وطنية شرعية، ضد الظلم والقهر والاحتــ ـلال؟

أم أن اتهام حمــ ـاس الإسلامية، يعزز الوهم والخدعة الإسرائيلية المكشوفة، بأن مقــ ـاومة الفلسطينيين، هي أيدلوجية إسلامية متطرفة، ترفض كل ما هو يهودي, في المنطقة والعالم، وذلك بالتغطية على ما بدا مكشوفاً شيئاً فشيئاً, من أن "إسرائيل", هي مشروع صهيــ ـوني استعــ ـماري إحلالي، لا يرضى في الحلول الوسط, واستخدم دوماً الكذب والتضليل والإبادة الجماعية، لتحقيق أهدافه ألا مشروعة.

قد يكون اتهام المصادر الإسرائيلية لحــ ـماس، بالمسؤولية عن إشعال الضفة، هو أيضاً كلمة حقً يراد بها باطل، فحــ ـماس، لا تخفى بل وتفاخر وتعتز، وذلك على لسان كل قادتها، والناطقين باسمها من محاولاتها الحثيثة، لتعزيز صمود ومقــ ـاومة الفلسطينيين في الضفة وغزة، وكافة أماكن تواجدهم، كما أن هذا الاتهام "العزيز" قد يدعم في وجهة نظر الاحتــ ـلال، التحالف المشؤوم بين خصوم حمــ ـاس السياسيين، في السلطة الفلسطينية، وبين من يحــ ـتل حمــ ـاس وفتح، وكل الشعب الفلسطيني وهو "إسرائيل"، ومع ذلك فإن استمرار مقــ ـاومة الفلسطينيين, في الضفة الغربية, على وجه الخصوص تُظهر وتثبت فشل هذا التحالف, في القضاء على المقــ ـاومة, رغم نجاحاته الملموسة في بعض الأحيان, في ملاحقة واعتقال, والحد من فعالية نشطاء الضفة الغربية, والمسألة نسبية بالتأكيد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023