زيارة تاريخية إلى تركيا: تداعيات لقاء هرتسوغ وأردوغان

زيارة تاريخية إلى تركيا: تداعيات لقاء هرتسوغ وأردوغان

معهد دراسات الأمن القومي - INSS

د. جاليا ليندنشتراوس ورامي دانيال:

ترجمة حضارات 


تشير زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا بحد ذاتها إلى تحسن العلاقات بين البلدين. 

يجب أن يُنظر إلى الزيارة على أنها جزء من جهود أنقرة خلال العام الماضي لتحسين العلاقات مع دول المنطقة وإضعاف المحور المناهض لتركيا الذي تطور في أعقاب الإجراءات التنقيحية السابقة لأنقرة.



يجب أن يكون مفهوماً أنه من الناحية الجيوسياسية، بما في ذلك العواقب التي يمكن التعرف عليها بالفعل للحرب في أوكرانيا، فإن لدى أنقرة اعتبارات كبيرة تجعل من المفيد الحفاظ على علاقات طبيعية مع تل أبيب. 

وتأمل تركيا أن يساعد تحسين العلاقات مع إسرائيل في التعامل مع واشنطن في تمرير الصفقة لشراء وتحديث طائرات F-16 التي تحتاجها في المستقبل القريب.

 الأزمة الاقتصادية في تركيا، التي بدأت قبل الأحداث في أوكرانيا، وستتفاقم في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والحبوب، هي أيضًا حافز للتقارب الحالي.



يعد تحسين العلاقات بين البلدين أمرًا مهمًا ليس فقط في الحفاظ على العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل وتطويرها (التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2021 - 6.7 مليار دولار في التجارة المتبادلة) لكنها تساهم أيضًا في قدرة تركيا على إبراز صورة الاعتدال السياسي التي تشجع الاستثمار الأجنبي. 

بالإضافة إلى ذلك، كما حدث في المفاوضات المتعلقة باتفاقية التطبيع لعام 2016، أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان مرة أخرى عن اهتمامه بمناقشة إمكانية تصدير الغاز من إسرائيل إلى تركيا مع إسرائيل.



في الوقت نفسه، يجب الافتراض أنه إذا حدث تدهور كبير في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية أو أن اعتبارات أردوغان الانتخابية المستقبلية ستتطلب منه تجميد العلاقات مع إسرائيل، فقد تكون هناك أزمة في العلاقات مرة أخرى. 

في ضوء ذلك، فإن التشكك الإسرائيلي والتردد في العام الماضي بشأن الرد على التقرب التركي كان له ما يبرره. 

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت إسرائيل مهتمة بتحسين العلاقات مع تركيا، فعليها أيضًا أن تأخذ في الحسبان حلفائها الإقليميين، الذين ليسوا جميعًا سعداء بهذه الخطوة.



في ضوء هذا التعقيد، يُطرح السؤال حول مدى مساهمة زيارة الرئيس هرتسوغ في تغيير حقيقي في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023