قمة هرتسوغ - أردوغان: نهاية عصر العداء

هآرتس

مقال التحرير

ترجمة حضارات

قمة هرتسوغ - أردوغان: نهاية عصر العداء  


لقاء الرئيس يتسحاق هرتسوغ مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قد يُنهي حقبة العداء والخصومة والشك التي اتسمت بها العلاقات بين البلدين لما يقرب من اثني عشر عامًا.


أدت الأمطار المريرة التي تراكمت منذ قضية سفينة مرمرة، والإهانات والتهديدات المتبادلة التي تم تبادلها منذ ذلك الحين بين رؤساء الوزراء الإسرائيليين والقيادة التركية، إلى شق عميق سيتطلب الكثير من العمل المشترك، وحسن النية وإقامة نسيج مستقر للمصالح، من أجل إعادة بناء علاقة طبيعية تعتمد على الثقة المتبادلة.


هذا استثمار جدير وحيوي لكلا البلدين، الآلات الحاسبة مشغولة بالفعل بفحص الربح والخسارة، والفائدة والضرر، وحجم التنازل ومدى الإذلال، ولكن ما هو مهم للتأكيد عليه الآن هو بالتحديد حقيقة أن العلاقات التركية الإسرائيلية كانت تعتبر كتحالف طبيعي، ولم يكن عليهم الوصول إلى الخط المنخفض الذي تدهوروا إليه.

 التحالف المدني والعسكري والاقتصادي، الذي خدم البلدين جيداً على مدى عقود وبنى حس الأخوة بين الشعبين، وقع ضحية صراعات الهيبة والأنا والغطرسة. 

لقد اختار كل جانب تصوراً متعجرفًا للقوة بأنه لا يحتاج إلى الآخر، قد يشير تجديد التحالف إلى الاعتراف بحتمية التخلص من غلاف هذه المشاعر الغامضة والالتزام بالسياسة الواقعية.


لأن المشاكل السياسية في الشرق الأوسط، التي تتغير باستمرار، ترفض النظر في الذكريات. 

كما يتطلب من الخصوم والأعداء إعادة النظر في مواقفهم وتكييف سياساتهم معها. 

أصبحت إسرائيل حليفًا للدول العربية واندمجت في مصالحها، كما تشق تركيا طريقها إلى قلوب تلك الدول، بل وأصبحت شريكًا للدول العربية التي اعتبرتها قبل عام واحد فقط تهديدًا إقليميًا.


هذا لا يعني أن كل الخلافات بين إسرائيل وتركيا وبينها وبين دول أخرى في المنطقة سيتم حلها دفعة واحدة.

 لتركيا موقف واضح وحاسم من القضية الفلسطينية والمستوطنات، ولا تزال تدعم حماس وتتبنى الحرم القدسي الشريف كعنصر تدخلها في المنطقة. لكن كل هذا لم يمنعها من متابعة تعاون استخباراتي وثيق مع إسرائيل، ولم تقطع التعاون التجاري الواسع.


لقد أهدر كلا البلدين الكثير من الوقت وفاتت الكثير من الفرص التي يمكن أن تخدمهما ويخدم مواطنيهما. 

ومن المؤمل أن يأتي لقاء الرؤساء في تركيا بثمار دبلوماسية فورية، مثل تعيين سفيرين في أنقرة وتل أبيب، وزيارة متبادلة لأردوغان إلى إسرائيل، واتفاقات للتعاون الرسمي بين الحكومتين.

 على مثل هذه المنصة، ستزدهر المصالح المشتركة وآليات تنفيذها وتهيئة مناخ بناء لحل النزاعات.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023