ما هي مصالح المغرب تجاه الكتلتين؟

معهد دراسات الأمن القومي - INSS

مور لينك


إن المغرب، مثله مثل بقية دول الشرق الأوسط، يدرك بالفعل جيدًا، ولا يزال من المحتمل أن يشعر، عواقب الحــ ـرب في أوكرانيا.

من المتوقع، أن يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، إلى الإضرار باقتصاد البلاد، الذي بدأ في إظهار علامات التعافي، بعد وباء كورونا، تضر الحــ ـرب بواردات القمح والحبوب، من روسيا وأوكرانيا، اللتين أعلنتا أمس، عن وقف تصدير هذه المنتجات، يأتي هذا التطور، في وقت يعاني فيه المغرب، من أشد موجات الجفاف، في العقود الأخيرة، والتي ألحقت أضرارا بالغة، بالزراعة وحصاد الحبوب، على وجه الخصوص.

تمارس الحــ ـرب ضغوطًا، على العديد من الدول، لاختيار جانب بوضوح، لكن حتى الآن، يبدو أن المغرب، يحاول الحفاظ على موقف متوازن نسبيًا، وهكذا، بعد أيام قليلة من الغزو الروسي، قدم المغرب، إدانة ضعيفة نوعًا ما، وحرص على تجنب إدانة واضحة لروسيا.

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية، إن البلاد "تتابع بقلق تطورات الوضع بين روسيا وأوكرانيا"، ودعت الأطراف إلى العمل، من أجل حل النزاع بطرق سلمية، بعد ذلك، لم يصوت المغرب، في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على إدانة روسيا، بعد غزو أوكرانيا.

ما هي إذن مصالح المغرب، تجاه الكتلتين؟ إن المصلحة تجاه الولايات المتحدة، هي بالأساس دبلوماسية وأمنية، فمنذ حوالي عام، اعترفت الولايات المتحدة، بسيادة المغرب، في الصحراء الغربية، وهي قضية ذات أهمية قصوى، للدولة الواقعة في شمال إفريقيا، حريصة على تأمين الدعم الدولي لسياساتها، بينما كررت الولايات المتحدة، دعمها لزيارة نائبة سكرتير الدولة، ويندي شيرمان أمس، أظهرت روسيا، حتى الآن، موقفا متعاطفا نسبيا من جبهة البوليساريو، التي تعارض سيطرة المغرب على المنطقة.

على الصعيد الأمني​​، فإن معظم الواردات العسكــ ـرية المغربية،أكثر من 90 % في 2015-2019، مصدرها من الولايات المتحدة، وفي يونيو الماضي، أجرت البلدان تدريبات عســ ـكرية مشتركة، بينما وصلت معظم الصادرات المغربية اقتصاديًا، حوالي 70 % في 2020، إلى الأسواق الأوروبية.

في الوقت نفسه، يشير رد المغرب، أيضًا، إلى المصالح تجاه روسيا، ومن الممكن أنه حتى أثناء محاولته، إرسال إشارة إلى الغرب، طلب منه أن يأخذ ذلك، على أنه أمر مسلم به، في السنوات الأخيرة، كثفت روسيا، من جهودها لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، مع دول شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب. 

زار الملك محمد السادس، موسكو، في عامي 2002 و 2016، وزار بوتين، المغرب، في عام 2006، أي ما يقرب من خمسين عامًا، منذ زيارة بريجنيف، الأخيرة للبلاد، وقد أثمرت هذه الزيارات، في شكل اتفاقية شراكة استراتيجية، تم توقيعها في عام 2016، واتفاقية لتعزيز التعاون العســ ـكري والاقتصادي والسياسي، في عام 2017.

إلى جانب هذه الاعتبارات، قد يكون المغرب، حذرا من إظهار موقف حازم، في ضوء قضية الصحراء الغربية، بسبب مخاوف من تنامي الحساسية الدولية، تجاه الأراضي المتنازع عليها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023