حــ ـرب الطائرات بدون طيار بين "إسرائيل" وإيران

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تستمر الحــ ـرب السرية بين إسرائيل وإيران, بكامل قوتها، وتصل أيضًا، إلى آفاق جديدة، بعد التوصل إلى وقف غير رسمي لإطلاق النار، بين البلدين، في كل ما يتعلق بالحــ ـرب البحرية بينهما، تركز الحــ ـرب الآن، على مجالين رئيسيين: الحــ ـرب السيبرانية وحــ ـرب الهجمات المتبادلة، باستخدام الطائرات بدون طيار.

وقع هذا الأسبوع، هجوم سيبراني إيراني، على عدة مواقع حكومية في "إسرائيل"، استمر الهجوم عدة ساعات، وعرقل أنشطة المواقع، لكن في النهاية تمكن مقر الدفاع السيبراني، في "إسرائيل"، من صد الهجوم السيبراني الإيراني.


حــ ـرب الطائرات بدون طيار

تعد الطائرات بدون طيار، المسلحة حاليًا, واحدة من أكثر التطورات العســ ـكرية التكتيكية، إثارة للقلق بالنسبة للإدارة الأمريكية، و"إسرائيل"، ودول الخليج، فهي تشكل تهديدًا جديدًا ومعقدًا، يقوض التفوق الجوي الأمريكي والإسرائيلي، في سماء الشرق الأوسط، لهذا السبب يقود مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، الآن، عملية جديدة لقيادة حلفاء الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط، لإيجاد حلول للحد من تهديد الطائرات، بدون طيار الإيرانية.

وفقًا لمصادر أمنية في "إسرائيل"، يتم حاليًا إنشاء تحالف إقليمي جديد، حيث تم إنشاء الولايات المتحدة، و"إسرائيل"، والعديد من دول الخليج ودول عربية أخرى، لإنشاء نظام إنذار ومراقبة واعتراض للطائرات بدون طيار الإيرانية، التي تعمل بالفعل بشكل مكثف، للمبعوثين التابعين لإيران، في الشرق الأوسط.

أدى اقتحام طيار حــ ـزب الله، للمجال الجوي الإسرائيلي، الشهر الماضي، إلى تسريع العملية، وتقول الولايات المتحدة، إنه يجب على حلفائها في الشرق الأوسط، الدفاع عن أنفسهم بشكل جماعي ومنسق، وتسهل عملية التطبيع، بين "إسرائيل"، والدول العربية، إنشاء هذا التحالف الدفاعي الجديد. 

حقيقة أن المتمردين الحوثيين، في اليمن، وضعوا الإمارات العربية المتحدة، مؤخرًا، في دائرة التهديد، وهاجموها بالطائرات الانتحارية، الأمر الذي يساهم لـ"اتفاقيات إبراهيم"، في تسريع العملية بإقامة تحالف دفاعي، بين "إسرائيل"، ودول الخليج، لصد العدوان الإيراني، في المنطقة، بمساعدة الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر أمنية في "إسرائيل"، فإن لدى حــ ـزب الله، أسطول نشط من 2000 طائرة، بعضها صنع في إيران، والبعض الآخر صنعه حــ ـزب الله نفسه، وإيران، نفسها لديها آلاف الطائرات بدون طيار المتطورة، في نماذج مختلفة، يمكنها الطيران لآلاف الكيلومترات.


العراق يصبح ساحة مواجهة بين "إسرائيل" وإيران

اعترفت إيران، هذا الأسبوع، بمهاجمة مبنى مدني، بالقرب من مبنى القنصلية الأمريكية، في أربيل، باستخدام 12 صاروخًا باليستيًا، بدعوى أنها منشأة تابعة للموساد الإسرائيلي، الذي تخرج منه الطائرات بدون طيار، لمهاجمة إيران؛ وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في 14 مارس، أن المنشأة التي تعرضت للهجوم في أربيل، كانت بالفعل "منشأة تدريب إسرائيلية"، لكن مسؤولاً بارزاً في إدارة بايدن، نفى التقرير، قائلاً: إنه "مبنى مدني فقط"، ويزعم الإيرانيون، أن "إسرائيل"، تستغل الحــ ـرب، في أوكرانيا، لتكثيف الهجمات عليها، من الأراضي العراقية.

تقول مصادر استخباراتية غربية، إن الهجوم الإيراني على أربيل، هو رد على هجوم، على منشأة للطائرات بدون طيار، في غرب إيران، الشهر الماضي، تم تنفيذه في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي، والموساد الإسرائيلي، نتيجة للهجوم الذي نفذته 6 طائرات مسيرة إسرائيلية، أقلعت من العراق، أصيبت مئات الطائرات بدون طيار الإيرانية، من مختلف الأنواع، والتزمت إيران و "إسرائيل"، الصمت، لكن في أعقاب الهجوم المنسوب لـ"إسرائيل"، في منطقة دمشق، الأسبوع الماضي، والذي قتل فيه ضابطان إيرانيان، من "الحرس الثوري"، متورطان في مشروع دقة الصواريخ، قررت إيران، الرد واتهام "إسرائيل"، علانية، أصدر المتحدثون باسم حــ ـزب الله العراقي، وهي جماعة مسلحة مدعومة من إيران، بيانا في 14 آذار / مارس، جاء فيه أن الهجوم الصاروخي، للحرس الثوري، الليلة الماضية، على أربيل، شمال العراق، كان "ردا على قصف الأراضي الإيرانية، من العراق"، وقال البيان إن القصف نفذته "إسرائيل في الأسابيع الأخيرة"، باستخدام طائرات بدون طيار، أقلعت من العراق.

وأفادت "مصادر موثوقة"، الناطقة بلسان حــ ـزب الله، هذا الأسبوع، أن 6 طائرات مسيرة إسرائيلية، أقلعت من قاعدة أربيل، نفذت عمليات تخريبية ضد قاعدة عســ ـكرية، في كرمنشا بإيران، وفي إشارة إلى المبنى، الذي تم استهدافه في أربيل، من قبل الإيرانيين، أفادت قناة الميادين، أن الموقع الذي أصيب، بإطلاق صواريخ الحرس الثوري، في أربيل، كان "القاعدة الرئيسية للتجسس الإسرائيلي، والعمليات العســ ـكرية ضد إيران"، وهو نفس المكان، الذي استخدمت منه "الطائرات بدون طيار، التي هاجمت القاعدة العســ ـكرية في كرمنشا".

ليست هذه هي المرة الأولى، التي يتهم فيها الإيرانيون، "إسرائيل"، بتشغيل قاعدة سرية للموساد، في أربيل، بإقليم كردستان، وفي نيسان الماضي، زعموا أن عناصر الموساد الإسرائيلي، أصيبوا بصواريخ وطائرات مسيرة، أطلقت في منطقة مطار أربيل، كما يزعم الإيرانيون أن "إسرائيل"، تعمل سرا من منطقة أذربيجان، وتطلق طائرات بدون طيار، إلى أراضيهم لأغراض استخبارية وهجومية؛ وكانت هذه المزاعم، مصدر توتر بينها وبين أذربيجان، قبل بضعة أشهر.

وحذرت إيران، في 14 آذار / مارس، من خلال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، من أنها لن تشكل أي تهديد من العراق، على حد زعم خطيب زاده، "لقد تم استخدام الأراضي العراقية، بشكل متكرر، ضد إيران، من قبل أطراف ثالثة، بما في ذلك الجماعات الإرهــ ـابية، والمقاتلين الأكراد، والولايات المتحدة، والكيان الصهــ ـيوني"، وقام بجولة في محافظة أربيل، وأعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق؛ في ملابسات هجوم أربيل، لجمع الأدلة.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن واشنطن، تدرس تزويد بغداد وأربيل، بقدرات دفاع صاروخي، وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس، قال سوليفان: حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، في مدنهم ".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي، في حالة تأهب قصوى، في شمال البلاد، خشية أن يرد الإيرانيون بهجوم صاروخي، أو طائرة مسيرة، على مقتل ضابطي "الحرس الثــ ـوري"، في قصف سوريا المنسوب لـ "إسرائيل"، التوترات بين "إسرائيل"، وإيران، تتصاعد أيضًا على خلفية الأنباء، التي نشرتها إيران، يوم الثلاثاء، بأن قواتها الأمنية اعتقلت خلية تجسس، تابعة للموساد الإسرائيلي، كانت تخطط لإلحاق الضرر بالمنشأة النووية، في بيرديو.

يتمتع الإيرانيون الآن، بثقة عالية بالنفس، نتيجة للضعف؛ الذي أظهرته إدارة بايدن، في المحادثات النووية، في فيينا، ولديهم دافع أكبر للعمل ضد "إسرائيل"، مما كان عليه في الماضي، و"إسرائيل"، الآن معرضة بشكل أكبر لهجمات من قبل إيران، وبالتالي الاستعداد لدى الجيش الإسرائيلي مرتفع.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023