القناة 12
نير دبوري
تصعيد أمني قبل رمضان: أدى هجوم يوم أمس (الثلاثاء)، في بئر السبع، وهو الأكثر دموية في السنوات الخمس الماضية، إلى ارتفاع حالة التأهب، في عموم البلاد، ومخاوف داخل المؤسسة الأمنية، من انتشار موجة العمليات، ووقع ما لا يقل عن ثماني هجمات في الشهر الماضي، معظمها لم تقع إصابات حتى الآن.
المواطن الذي نفذ العملية، هو بدوي، من سكان الحورة، في النقب، ممن ارتبطوا أيديولوجيا بداعــ ـش، وينضم إلى المنفذين الآخرين، في موجة العمليات الأخيرة.
تم تنفيذ الهجمات السابقة، من قبل منفذين من القدس الشرقية، والضفة الغربية، وهوية المواطن منذ الأمس، أحدثت تغييرا في التصور، في مؤسسة الدفاع: إذا كان تركيز العمل، على الضفة الغربية والقدس، هناك الآن فهم، على أن الهجمات يمكن أن تمتد، إلى ما وراء "حدود الترسيم"، العمليات في الموجة الحالية، لم يعد محصورا في منطقة القدس.
تم تحييد وقتل المنفذ، الذي نفذ الهجوم يوم أمس، واعتقل اثنان من عائلته، الليلة الماضية، للاشتباه في علمهما؛ بنية الشروع في فورة قتل، ولم يمنعوه، وكان المنفذ محمد أبو القيعان، 35 عاما، أسيرا أمنيا. اعترف بدعمه بداعــ ـش، ومن بين أمور أخرى، خطط للذهاب إلى سوريا، للانضمام إلى التنظيم، وقد أطلق سراحه من السجن منذ عام ونصف، ويخضع للمراقبة منذ ذلك الحين.
لم تكشف متابعته عن معلومات، تفيد بأنه كان يستعد لتنفيذ هجوم، يحتاج أو يمكن التعامل معه، بل على العكس: تلقت المراقبة معلومات محدثة، تشير إلى أنه منذ إطلاق سراحه من السجن، مستوى قوميته قد انخفض بشكل ملحوظ، ولم ترد أي معلومات تشير إلى أفعاله، أو استعداداته للهجوم، هذا يعزز التقييم القائل: بأن "هذا خطر فردي كلاسيكي، اتخذ قرارًا بنفسه".
حقيقة أن معظم المنفذين في الموجة الأخيرة، يحملون الجنسية الإسرائيلية، يجعل من الصعب على مؤسسة الدفاع، التي لا تستطيع العمل، ضد حاملي بطاقة الهوية الزرقاء، كما تفعل ضد الفلسطينيين، من الصعب الحصول على إذن، لتنفيذ إجراءات مختلفة، مثل التنصت على المكالمات الهاتفية، والاعتقالات الإدارية.
التحضير للعمليات، خاصة عندما يكون معظم المنفذين إسرائيليين، سيجبر مؤسسة الدفاع، على اتخاذ خطوات تم تجنبها حتى الآن، من بين أمور أخرى، تعتبر قضية الأمن قضية أساسية، في هذا السياق، ومن المرجح أن نرى المزيد والمزيد، من حراس الأمن المسلحين، في الأماكن المزدحمة، مثل مراكز التسوق، في جميع أنحاء البلاد.
السؤال الآن ماذا سيحدث للتسهيلات، التي خططت لها "إسرائيل" قبل رمضان؟ كانت مؤسسة الدفاع، على وشك منح الفلسطينيين، سلسلة من التسهيلات، مثل الصلاة في الحرم القدسي، وزيادة عدد المصلين، لكن هذه التحركات الآن، تحت علامة استفهام كبيرة.