تظهر صور الأقمار الصناعية، وتصريحات المسؤولين، ووسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الانفجار، الذي وقع في قاعدة الطائرات بدون طيار، التابعة للحرس الثــ ـوري في محداشت، كرمنشا، في 15 فبراير / شباط 2001، لم يكن نتيجة حادث، بل نتيجة عمل إسرائيلي.
الهجوم، الذي يبدو الآن، أنه تم التخطيط له من قبل الموساد، حيث كان للحرس الثــ ـوري، كقاعدة لهجوم على الأراضي الإسرائيلية، أو على الأقل أهداف مرتبطة بـ "إسرائيل"، في كردستان العراق.
في الصباح الأول، من شهر آذار، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن طائرتين مسيرتين انتحــ ـاريين، تابعين للحرس الثــ ـوري، أسقطتهما طائرات مقاتلة، تابعة للقوات الجوية الأمريكية، بالقرب من أربيل، في صباح يوم 15 فبراير 2014، وبحسب التقارير المنشورة، فإن مسؤولي الأمن الإسرائيليين، أولاً أعلنوا أن الطائرات كانت موجهة، باتجاه "إسرائيل".
بعد يوم واحد، من إسقاط طائرات مسيرة، تابعة للحرس الثــ ـوري، بالقرب من أربيل، تعرضت قاعدة الطائرات بدون طيار، التابعة للحرس الثــ ـوري، للهجوم في محداشت، كرمنشا، وهو هجوم تسبب في انفجار وحريق، في حظيرة الطائرات الوحيدة.
وعلى الرغم من موافقة الجيش، على الحريق، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية، نفت التقارير، التي تتحدث عن دور الموساد، في الهجوم.
في أعقاب الهجوم الصاروخي، لسلاح الجو، التابع للحرس الثــ ـوري، على أربيل، في 13 آذار / مارس، تم الكشف عن مزيد من المعلومات، حول الهجوم على قاعدة الطائرات المسيرة، التابعة للحرس الثــ ـوري في كرمنشا، دمر الهجوم فقط الفيلا المفتوحة، لرجل الأعمال الكردي العراقي كريم برزنجي، لكن قادة الحرس الثــ ـوري، زعموا أنهم هاجموا قاعدة الموساد السرية، في كردستان العراق.
أفادت وسائل إعلام تابعة للحرس الثــ ـوري، بإطلاق صواريخ رداً على هجوم الموساد، على قاعدة للطائرات بدون طيار، والتي أكدت أخيراً، أن الانفجار في سقيفة هذه القاعدة، في محداشت، لم يكن نتيجة حادث، وإنما نتيجة تخريب الموساد.
في هذا التقرير، ندرس مزاعم المسؤولين الإسرائيليين، بأن الحرس الثــ ـوري، استخدم قاعدة الطائرات بدون طيار، في منطقة محداشت، لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية.
هل تم إسقاط الطائرات بدون طيار، وهي في طريقها إلى "إسرائيل"؟
وفقًا للمعلومات، التي قدمها مسؤولون أمنيون إسرائيليون، في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، مثل جيروزاليم بوست، وتايمز أوف إسرائيل، تم إسقاط الطائرتين بدون طيار، من قبل مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، بالقرب من أربيل، في الساعات الأخيرة من يوم 14 فبراير، أو في صباح 15 شباط، كانوا في طريقهم إلى "إسرائيل".
زعم مسؤولون عسكــ ـريون إسرائيليون، أن الحرس الثــ ـوري، استخدم قاعدة مهدشت في كرمانشا، لمهاجمة أهداف في الأراضي الإسرائيلية، مجهزة بطائرات انتحــ ـارية بدون طيار، تسمح بشن هجمات قصيرة المدى، من مناطق بعيدة وواسعة، على القواعد العســ ـكرية الأمريكية، في المنطقة.
خلال هجوم واسع النطاق، نسبه الحرس الثــ ـوري، للقوات الجوية، على منشأة أرامكو النفطية، في باكو وخريس بالمملكة العربية السعودية، في 14 سبتمبر من العام الماضي، تم استخدام عدد كبير من طائرات شاهد الانتحــ ـارية، بدون طيار 136.
وحلقت الطائرات المسيرة، وعدد من صواريخ كروز، من طراز القدس -1، التي انطلقت من الأراضي العراقية، في طريقها فوق مناطق غير مأهولة، بعيدا عن المدن والقرى، حتى لا ترصدها مواقع الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي السعودي.
ليس هناك شك في أنه إذا كان الحرس الثوري قد نوى مهاجمة أهداف على الأراضي الإسرائيلية من قاعدة الطائرات بدون طيار في كرمنشا في فبراير ، لكانت الطائرات بدون طيار قد مرت عبر مناطق كانت آمنة من اكتشاف وتدمير الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
خاصة في الأيام، التي كثف فيها السرب الجوي الخامس والخمسون، التابع لسلاح الجو الأمريكي، رحلات الاستطلاع المسلحة، باستخدام طائرات مقاتلة، من طراز F-16CM فوق العراق، وخاصة فوق مدينة أربيل، لحماية المنشآت العســ ـكرية الأمريكية، من هجمات الحرس الثــ ـوري، بالطائرات بدون طيار.
تدمير حظيرة الطائرات بدون طيار للحرس الثوري في كرمنشا
استخدم سلاح الجو التابع للحرس الثــ ـوري لأول مرة شاهد 136، طائرة بدون طيار، لمهاجمة أهداف، في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، المتمتع بالحكم الذاتي شمال العراق، في 16 آذار / مارس 2020. وكان الهدف من الهجوم، بحسب ما أوردته وسائل إعلام تابعة للحرس الثــ ـوري، هو مركز تابع لجهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، وأظهرت صورة أقمار صناعية، بعد الهجوم، أن هدف الطائرات بدون طيار التابعة للحرس الثــ ـوري، كان حظيرة للطائرات، تقع في القسم العســ ـكري، من مطار أربيل الدولي، وتستخدمها وكالة المخابرات المركزية.
في السنوات الأخيرة، استخدم الموساد أراضي كردستان العراق، لتنفيذ عمليات تجسس وتخريب واغتيال، على الأراضي الإيرانية، الأمر الذي أثار حفيظة المسؤولين الأمنيين والعســ ـكريين، في الجمهورية الإسلامية.
أخيرًا، في أعقاب هجوم إلكتروني واسع النطاق، من قبل الموساد، على منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، في نطنز، مساء 12 مارس من العام الماضي، شن سلاح الجو التابع للحرس الثــ ـوري، هجوماً بطائرات بدون طيار، على مطار أربيل، الهجوم الذي ربما لم يستهدف قاعدة الموساد، تم تنفيذه من قاعدة الطائرات بدون طيار، التابعة للحرس الثــ ـوري، في مهداشت، كرمنشا.
استخدم سلاح الجو، التابع للحرس الثــ ـوري، مرة أخرى، قاعدة الطائرات بدون طيار، في مهدشت، كرمنشا، لمهاجمة أهداف في أربيل، في 14 فبراير، على الرغم من أن الطائرات بدون طيار، أسقطتها طائرات مقاتلة، تابعة لسلاح الجو الأمريكي، إلا أنها استفزت رد الموساد، رد تم خلاله تدمير حظيرة الطائرات بدون طيار، في كرمنشا.
تعد دوريات الطائرات المقاتلة الأمريكية، فوق العراق، ونشر أنظمة دفاع مضادة للطائرات، بدون طيار، في بعض القواعد العســ ـكرية الأمريكية، وخاصة في مطار أربيل الدولي، من العوامل المصممة لتجعل من الصعب على طائرات الاستطلاع، بدون طيار، والطائرات المقاتلة، والانتحاريين، التحليق فوق العراق.
حتى في فبراير من العام الماضي، حلقت طائرة مسيرة من الحشد الشعبي، 6 في مهمة استطلاع، أسقطتها طائرات مقاتلة أمريكية.
تسبب انعدام الأمن، في سماء العراق، بالنسبة لطائرات الحرس الثــ ـوري بدون طيار، من قبل الولايات المتحدة، في قيام الحرس الثــ ـوري، باستخدام صواريخ فاتح 110، و رعد 500، باهظة الثمن، بدلاً من الطائرات الانتحــ ـارية، بدون طيار في هجمات انتقامية على أربيل، في 13 مارس، الصواريخ التي لا تستطيع، أنظمة الدفاع العسكــ ـري الأمريكية، في أربيل، إسقاطها.
على الرغم من أن الهدف من الهجوم الصاروخي، كان الفيلا المفتوحة، لكريم برزنجي، الرئيس التنفيذي لمجموعة كار جروف، أهم مصدر للمنتجات النفطية، من كردستان العراق، إلا أن هذا الهجوم تضمن رسائل سياسية وعسكرية؛ وترهيب وإقناع من قبل كبار مسؤولي إقليم كردستان، بعدم القيام بتوفير الظروف للموساد؛ لاستخدام أراضي المنطقة لمهاجمة إيران.