بقلم:
الأسير الكاتب/ إسلام حامد
15/4/2022م.
لم يكن للمنطق مكان في عقل من آمن يومًا أن هناك سلام
في مظهر احتفالي، اجتمع حائكي اتفاق أوسلو للتوقيع نيابةً عن الشعب الفلسطيني الأصيل، والأصل ذات ريح الزعفران التي أقرت على طهارة ترابها ورفضها للحجر الأمريكي الأسود الذي قسَّم البلاد حسب مصالح الاحتلال الصهيوني فقط.
يبدأ التأريخ الجديد بعام القتامة 1993م، الذي سيحول مفهوم السلام في عقل أصحابه مع العدو الصهيوني إلى أداة قمعٍ واستنزاف لروح الشعب الفلسطيني الفتي.
وإدانة المقاومة في عقل هؤلاء، ومن قبل مقاومة المقاومة، إلى عتاب الضعيف الخجل أمام سطوة الجلاد، باعتبار أن قتلَ أبناء الشعب الفلسطيني سيقود فقط إلى تعطيل مسار السلام، هذا في ظنهم، لكن تجاهل هؤلاء أن هنا شعبًا أصيلًا آخرَ غير الذي يريدون.
في نفس عام القتامة 1993م، يخترق بمولده جدار الظلمة الذي يبنى بقهر أبناء الشعب الفلسطيني، برعدٍ نزل من السماء ليُسمَع صوته بعد ثلاث عقود في قلب تل أبيب المحتلة، ليعلن عن سقوط مشروع أوسلو وأصحابه، وعدمية أفكاره وتوجهاته، وأن لا جدوى في تفكيك الوعي الفلسطيني بدعاوى السلام مع قاتليه.
جيل يولد في كنف فرعون، في صدمةٍ شكلها رعد بفعله المميز، يتم قراءة الصورة بكثير من الغرابة من قبل المتابعين الصهاينة، كيف يولد فدائي لضابط كبير في السلطة، المفترض منه أن يحمل على عاتقه كل ما تمثله أوسلو، ويخرج من بين يديه بفعله الغير عادي، ليقدم نموذج التمرد الموسوي أمام الطغيان الفرعوني.
من ضعفٍ إلى قوة يقود رعد الشعب من جديد إلى المسار الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه، في حجةٍ على كل الخانعين المتمترسين خلف أبواب الوهن، ويسجل اسمه بحروف أخرى.
الوالد يخرج عن الطوق من متمرس عسكري ضمن نطاق الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، يقف بكل شموخ أمام الجماهير الثائرة، ليقدم وصيته قبل الرحيل أن لا تسقطوا راية الجهاد من أيديكم وصونوا معانيها، ثم يخرج من بيته لينضم إلى إخوانه في خندق المقاومة.
اليوم وعبق الشهادة يفوح بريحه سماء فلسطين، وشهر رمضان الخير يذكرنا ببدرٍ والشهداء، ويقف الغريب محزونًا بعيدًا عن شعبه، مسدلًا عينيه خجلًا، فلا دنيا قد أصابها، وفي الآخرة قد لا يُرِيحُها.