للمرة الأولى: طائرات الدولة العبرية تحتفل بعيد "الاستقلال" في سماء الضفة !!

عمار حماد

كاتب وروائي فلسطيني


بقلم: 
عمار حماد

26/04/2022

أوردت قناة كان الرسمية العبرية، أول أمس الأحد خبر إدراج الضفة الغربية ضمن احتفالات يوم "الاستقلال"، والذي يوافق الخامس عشر من أيار حيث سيتضمن طقس الطيران التقليدي، ولأول مرة منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948 الحوم فوق جنوب الضفة في بيت لحم وتجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني، حيث شكر رئيس مجلس هذه المستوطنات، الجيش لاستجابته السريعة لطلبه.

أذيع هذا الخبر مباشره بعد الكشف عن مكالمة جمعت بين رئيس الحكومة التالي بنت والرئيس الأمريكي بايدن، وعد فيه الأخير بزيارة الدولة العبرية خلال الأشهر القريبة!

اللافت للخبر! ليس الخطوة بحد ذاتها فهذه الحكومة تكثر في الآونة الأخيرة من الإجراءات التي ينزاح فيها وسطها ويسارها نحو التطرف السياسي كزياره وزير الخارجية يائير لبيد زعيم تيار الوسط في اسرائيل لباب العمود، أنما صدور القرار عن الجيش الذي يقوده وزير الحرب غانتس الذي يسوق نفسه كخيار يمكن الاعتماد عليه في تقديم عمليه السلام مع رام الله!!، فحتى لو أعتبر أن المراقبون هذه الخطوة كرد فعل على اهتزاز الجبهة الداخلية، على إثر العمليات الأخيرة في داخل الخط الأخضر، والأحداث توازن النفس لديها وكجزء من حرب المزادات في معسكر اليمين، واليمين المتطرف إلى أن تفكير رجل السلام في حكومة بينت والضيف الدائم على مائده رئيس السلطة أبو مازن، والمضيف السخي للأخير في بيته داخل الخط الأخضر! لا يتجاوز حدود اليمين المتطرف فيه رؤيته السياسية حتى لو أشاد به حسين الشيخ وأبو مازن فغانتس ويائير لبيد وتوابعهما في الائتلاف الحكومي، لم يعد يعنيهم أن يصرخ أبو مازن غداً مبدداً بخطوات الجيش السياسية بامتياز والناس تسحب السيادة "الإسرائيلية" على الأرض المحتلة عام 1967 كون الطقس مرتبط بحدث تاريخي سيادي، بقدر حرصهم على اطاله عمر الحكومة وبالتالي الحسابات الشخصية والحزبية وسط تعاظم شعبية الليكود و زعيمه نتنياهو في استطلاعات الرأي قد لا تلفت الخطوة التي قد تكون رداً عقابياً محرجاً من غانتس تجاه بينت، الذي حرمه المشاركة في بعض المناسبات ذات الطابع السياسي مع أبي مازن ووفود رسمية عربية، الرئيس الأمريكي والذي سبق وأن قابل بمثل هذه الخطوات تجاه الفلسطينيين زمن نتنياهو عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي أوباما، لكن الثبات من الناحية النظرية انها تخالف رؤيته للسلام حيث يقع تحت ضغط اللوبي الديمقراطي والذي يطالب بحل الدولتين.

وربما تكشف لنا الساعات القادمة، أن غانتس لا علم له بالأمر كما حدث في عملية رعد الحازم في "تل أبيب"، عندما تجاوزه بينت وأصدر أمراً للجيش في بإنزال وحدات النخبة إلى الشوارع، وربما أيضاً لم تعد قيمه لعملية السلام في نظر أمريكا في الوقت الذي تقف به دبابات بوتين على أعتاب أوروبا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023