المشروع النووي الإيراني- البداية والأهداف والتهديدات

رامي أبو مصطفى

باحث في الشؤون الاستراتيجية

بقلم: 
رامي سليمان أبو مصطفى 
الباحث في الشؤون الاستراتيجية





في إطار توازن القوى وامتلاك أدوات الردع والبحث عن موقع بين الأقوياء، أطلقت إيران برنامجها النووي السري وسعت إلى امتلاك التقنية النووية، حيث أنها أعلنت عندما سئلت عن الاشعاعات النووية المنبعثة من أراضيها أجابت بأنها دشنت مشروعاً نووياً سلمياً لأغراض بحثية بحتة ولتوليد الكهرباء بغرض دفع عجلة التنمية في بلادها والرقي بصناعاتها؛ إلّا أن البعض يتهمها بأنها استخدمت الستار السلمي لتخفي وراءه نواياها الحقيقية بامتلاك الأسلحة النووية الفتاكة، أو ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل، ويحتج هؤلاء بقولهم أن تحويل البرنامج السلمي لبرنامج عسكري سهل جداً؛ لأن الخطوات المستخدمة في البرنامج السلمي هو ذاتها المستخدمة في البرنامج العسكري، ويدعون حجتهم بأن إيران تعكف على تصنيع وتطوير منظومه صواريخ بالستية من طراز شهاب بشكل موازي لامتلاك التقنية النووية، هذا وقد شغل الملف النووي الإيراني الرأي العالمي بشكل عام والرأي العام في أمريكا وأوروبا بشكل خاص، حيث قامت تلك الدول بالضغط على إيران للإفصاح عن نواياها الحقيقية من وراء هذا المشروع وإيقاف هذه الأنشطة التي تهدد السلم العالمي حسب ادعائهم، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الانصياع لتلك الضغوطات، إيماناً منها بأن القانون الدولي يسمح لها ويعطيها حقا لا مراء فيه، بالقيام بنشاط نووي سلمي وبما أنها تتمتع بالاستقلال والسيادة الكاملتين فهذا يعطيها الحق مثل غيرها من الدول للاستفادة من هذه الطاقة في مشاريعها التنموية والصناعية والسؤال الذي يطرح نفسه متى تم تدشين المشروع النووي الإيراني، وما هي قصته وما هي الأهداف الإيرانية من ورائه؟

إن امتلاك قوه نووية حلم يراود الإيرانيين منذ عهد الشاة محمد رضا بهلوي (1941- 1979).

حيث جاءت بدايات المشروع في منتصف خمسينات القرن العشرين، من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في إطار اهتمام الشاة محمد رضا بهلوي، بتحويل إيران إلى قوة إقليمية عظمى تمتلك الطاقة النووية.

وعلى هذا الأساس وقعت في العام 1957 اتفاقية التعاون النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في المجالات السلمية ومدتها 10 سنوات؛ حيث حصلت إيران بموجبها على مساعدات نووية تقنيه من الولايات المتحدة الأمريكية وعلى عده كيلو غرامات من اليورانيوم المخصب لأغراض البحثية في عهد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور.

وفي عقد السبعينات، شهد النشاط النووي الإيراني كثافة كبيرة، على إثر قيام الشاة بإنشاء منظمه الطاقة النووية الإيرانية في العام 1974، كما أنشأ مركز أمير أباد للبحوث النووية في طهران.

في العام 1979 حدثت الثورة الإيرانية أُسقط نظام الشاة، حيث أخذ القادة الإيرانيون الجدد وفي مقدمتهم أية الله الخميني، قراراً بإيقاف البرنامج النووي الإيراني، إلا أنهم عادوا عن رأيهم بعد الحرب العراقية الإيرانية وقرروا إحياء المشروع النووي ثانية، أضحى هذا الهدف يشغل حيزاً كبيراً في جدول أعمال القيادة الإيرانية.

إذاً ما هي أهداف المشروع النووي الإيراني؟

تشير بعض التقارير الغربية على وجه التحديد، إلى أن الهدف الحقيقي لمشروع النووي الإيراني، يكمن في عده نقاط أهمها.

1.  ترميم النقص في القوة الإيرانية، وتعزيز القدرات الدفاعية التقليدية بغرض ممارسة دور إقليمي نشط في منطقه الخليج.

2. إحياء حركة المد الإسلامي في المنطقة وإقامة كتلة إسلامية تضم إيران وجمهورية أسيا الوسطى الإسلامية.

3.  تأمين نفسها تجاه دول الخليج التي عقدت بعضها اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية واتفاقيات سرية مع "إسرائيل" خاصة اتفاقيه ابراهام.

ولا يخفى على أحد، التهديدات التي تتعرض لها إيران على يد أمريكا 
و"إسرائيل" بشن غارات على منشاتها النووية كما حدث للمفاعل النووي الإيراني قبل ذلك على يد "إسرائيل".









جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023