بقلم:
الأسير الكاتب/
إسلام حسن حامد.
4/5/2022م.
في غُروب شمس الثلاثين من رمضان؛ لي من الذكريات بحورٌ وأشجان، أذكر شيئًا منها لمن هُم حولي، والأخرى أدّخرها ثورةً في قلبي.
للطفل الذي ما زلتُ أنا عليه، أضع ملابس العيد على فراشي، لها مظاهر العسكرة، فجيش القوى نما معي في صغري كما أحببت.
أمي تُزيّن البيت كأنه جنة، فيه الحلوى بالنكهة الوردية، تضعُ شيئًا من ماء النهر على كعك العيد، ومع شوائه نصطبغ بالحب القادم من العالم الآخر.
يوم كنت أنت تجمع نقودها، تفككها عشراتٍ أو خمساتٍ أو فرادى، فيوم العيد ترى الأصحاب كأنهم يسعون إلى الجمع العظيم.
أبي بعد النهارات الطويلة بين الحقول وتحت الأشجار، يقلبها وينكش أرضها لتنجب ثمرها، فنحن من التراب وإلى التراب سنعود.
يقودنا كسرب الحمام إلى العيد، نلتف حوله ومن خلفه والتكبير ينقلنا إلى بلدٍ بعيد، أول نهاره إلى منتهاه أنا أعيه.
إخوتي كانوا من حولي كما أنّنا عصبةٌ لا تنكسر، تصوغ الفرحة ضحكاتٌ واسعة، وبسمةٌ ترتسم على وجه الجميع فاليوم عيد.
بعد زمنٍ كبرت، تركت البيت وذهبت للخندق مع إخوة كانوا لي درعًا ودثر، أضافوا معنىً جديدًا للعائلة، أصبحت معهم مقاتل.
وأخيرًا، لي روح السماء تزفني، وتهديني زوجة القدر، تملأ دنياي بنجومٍ وكواكب أخر، أتزينهم، فلي بهم امتدادٌ كما الريح تطير لكل قطر.