يوم القدس 2022: حان الوقت للاعتراف المتبادل بالحرم القدسي

معهد بحوث الأمن القومي

أودي ديكيل

ترجمة حضارات



بالنسبة لشعب "إسرائيل"، فإن المسجد الأقصى، حيث يقع الـ"معبدان" (ويعتقد البعض أنه سيتم بناؤه في مجمع الهيكل الثالث)، هو أقدس مكان، ويلجأ إليه اليهود في الصلاة ثلاث مرات في اليوم.

بالنسبة للفلسطينيين، فإن المسجد الأقصى هو الحرم الشريف، وهو مقدس عند الإسلام، والثالث من حيث الأهمية في العالم الإسلامي.

يضم المجمع المسجد الأقصى، ويعتقد الكثير من المسلمين، أن النبي محمد عليه السلام، صعد إلى السماء في رحلته الليلية.

العرب سكان القدس الشرقية، يعتبرون أنفسهم مدافعين عن الأقصى، وأنهم مبعوثي الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية.

في الآونة الأخيرة، كان هناك طلب متزايد بين الجمهور اليهودي، لممارسة السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي، من حيث حرية وصول اليهود إلى الحرم، وفي منح الحق في الصلاة هناك.

من ناحية أخرى، فإن كلا من الفلسطينيين وبعض العرب من مواطني دولة "إسرائيل"، مصممون على الاستمرار في القتال، من أجل السيطرة والسيادة في المجمع؛ حيث أن نضالهم من أجل السيادة على الحرم القدسي، يتم إضفاء الشرعية على نطاق واسع في العالم الإسلامي.

ينفي الفلسطينيون بشكل خاص والمسلمون بشكل عام، الارتباط اليهودي بالقدس والمسجد الأقصى، من وجهة نظرهم، تسعى "إسرائيل" جاهدة لطردهم من الحرم القدسي.

من المعروف، أن هذا العرض له تأثير عميق على مجتمع المؤمنين المسلمين، والعديد منهم على استعداد للتعبئة والتضحية بأنفسهم للقتال؛ من أجل حماية مقدسات الإسلام في القدس.

من ناحية أخرى، لا تلغي دولة "إسرائيل" والجمهور اليهودي عمومًا، الانتماء الإسلامي إلى الأقصى، من وجهة نظرهم، فإن الاعتراف بهذا التقارب، لا يضعف بالضرورة الارتباط التاريخي لليهود، بالقدس والمسجد الأقصى.

إن الاعتراف المتبادل بين اليهود والمسلمين، بالانتماء التاريخي والديني لكلا الجانبين، بالقدس والحرم  القدسي، يجب أن يساهم في تهدئة الرياح العاصفة.

ولهذه الغاية، من الصواب تعزيز التفاهمات بين القيادة الدينية اليهودية، والقيادة الدينية الإسلامية، وحتى محاولة دمج القيادة الإسلامية، من دول السلام والتطبيع في المنطقة في الخطاب.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023