قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر" إن على الدول الغربية أن تأخذ مصالح روسيا في الاعتبار عند مناقشة اتفاق سلام مع أوكرانيا من أجل منع زيادة النفوذ الصيني على موسكو.
وقال كيسنجر -البالغ 99 عاماً- في مقابلة نشرت مساء السبت على موقع "صنداي تايمز" البريطاني على الإنترنت: "السؤال الآن هو كيف ننهي هذه الحرب؟".
وأضاف، "أنه بمجرد أن ينتهي الأمر، يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نريد أن نرى روسيا تصبح موقعًا للصين في أوروبا".
وفي حديثه عن الناتو، قال كيسنجر إنه من المهم الحفاظ على التحالف الذي "يعكس التعاون بين أوروبا وأمريكا"، لكن من الضروري "الاعتراف بحقيقة أن الأحداث الكبرى تجري في الشرق الأوسط وآسيا".
وقال "لقد اتحدت الدول الأعضاء في الناتو بشأن قضية أوكرانيا لأنها ذكّرتهم بالتهديدات القديمة. وأضاف: "لقد قاموا بعمل جيد للغاية وأنا أؤيد ما فعلوه".
توقع كيسنجر في الواقع الوضع الحالي الذي أدى إلى الحرب الروسية في أوكرانيا في مقال رأي نُشر قبل ثماني سنوات في صحيفة واشنطن بوست.
وكتب كيسنجر مقال رأي في الصحيفة في 5 مارس 2014 بعنوان "لتسوية الأزمة في أوكرانيا، على المرء أن يبدأ من النهاية"، يشرح بالتفصيل الكثير مما يحدث مع استمرار الهجوم الروسي.
وأشار إلى أن "النقاش العام حول أوكرانيا يدور حول المواجهة، لكن هل نعرف إلى أين نحن ذاهبون؟ لقد رأيت في حياتي أربع حروب بدأت بحماس كبير ودعم شعبي، ولم نكن نعرف كيف ننهيها ، ونحن فسرناها من جانب واحد "، مبيناً أن "اختبار السياسة هو كيفية إنهاء الحروب وليس كيف تبدأها".
وأوضح أن "كثيرًا ما يتم تقديم القضية الأوكرانية على أنها مواجهة: سواء انضمت أوكرانيا إلى الشرق أو الغرب، ولكن إذا نجت أوكرانيا وازدهرت ، يجب ألا تكون موقفًا من أي جانب يواجه الآخر، ويجب أن تعمل كجسر بينهما".
وأكد أنه على روسيا أن تقبل أن محاولة إجبار أوكرانيا على التحرك في الاتجاه الذي سيحدده الروس؛ ستقنع موسكو بتكرار تاريخ التوترات المتبادلة مع أوروبا والولايات المتحدة.
وشدد "كيسنجر" على أن ما يجب أن تفعله أوكرانيا -في رأيه- يجب أن يتوافق مع القيم والمصالح الأمنية للجميع.
وحدد أربعة مبادئ لحل التوترات بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا، قائلاً: "يجب أن يكون لأوكرانيا الحق في حرية اختيار علاقاتها الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك علاقاتها مع أوروبا. كما يجب أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو".
