معلق سعودي بارز: يجب أن يحصل الفلسطينيون على الجنسية الأردنية

ناصر ناصر:

عندما يستخدم اليمين الصهيوني أدوات عربية رخيصة، هكذا يستمر الصهاينة في احتلال فلسطين.


يسرائيل هيوم

ترجمة حضارات


يجب على الفلسطينيين الاندماج مدنيا وسياسيا في المملكة الأردنية، وفقا لمقال لكاتب سعودي يعتبر مقربا من الحكومة، الأمر الذي أثار عاصفة في الصحافة العربية في الأسابيع الأخيرة.

الكاتب هو علي الشهابي، وهو عضو في المجلس الاستشاري لمشروع نيوم - المدينة المستقبلية، التي يتم بناؤها على شواطئ البحر الأحمر، وقبل ذلك، شغل عددا من المناصب العليا في مجالات البنوك والاتصالات.

في مقال نشر هذا الشهر، كتب الشهابي أن "إسرائيل" حقيقة واقعة على الأرض يجب قبولها.

وقال: "يجب على الفلسطينيين التكيف مع الواقع المؤلم، والمضي قدما في حياتهم، دون أن تتأخرهم آمال وأوهام كاذبة".

وفي المقال، ينتقد بشدة اللاجئين الفلسطينيين ويجادل بأن مجتمعات اللاجئين الأخرى، التي لم تتلق دعما مماثلا، تمكنت من إعادة التأهيل، ومن بين أمور أخرى، يلاحظ أن وهم العودة خدم مصالح الأنظمة العربية، من خلال إعطائها ذريعة لعدم منح الجنسية للاجئين.

وعلى هذه الخلفية، يجادل المستشار السعودي بأن المشكلة الفلسطينية الرئيسية، هي الافتقار إلى الجنسية، مما يجعل التنقل وحرية التنقل أمرا صعبا.

لذلك، يقترح التقرير مملكة مستقبلية تضم الأردن وقطاع غزة والأراضي في الضفة الغربية، التي يسكنها فلسطينيون، وترتبط باستمرار بالأردن، أي ليست جيوبا.

وقال إنه في مواجهة هذه الخطة، ضعفت الحجة الإسرائيلية بشأن الحفاظ على غور الأردن، لأن الأرض ستكون تحت سيطرة الأردن؛ الذي يحافظ على السلام، وكذلك الحجة المتعلقة بعدم وجود شريك.

ويشير الشهابي إلى أن القدس، ورقة مساومة قوية للفلسطينيين، في حين يمكن استخدام التخلي الرمزي عن المطالبات بالقدس، مع الترتيبات المناسبة في الأماكن المقدسة لصالح خطته.

وفيما يتعلق بالفلسطينيين في البلدان العربية، بما في ذلك لبنان، يشير المؤلف إلى أنهم سيكونون قادرين على الحصول على جنسية الكيان الأردني الجديد، بينما سيتم منحهم حقوق الإقامة في لبنان.

وبهذه الطريقة، سيتمكن الفلسطينيون، من الحصول على الحقوق المدنية الكاملة، والإقامة الأجنبية.

وأثار المقال انتقادات شديدة، وكتبت صحيفة أردنية أنه "بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون السيد الشهابي، فهو ابن السفير السعودي السابق في تركيا والأمم المتحدة وباكستان.

ويعتبر الشهابي جزءا من النخبة المقربة من ولي العهد السعودي وفشل في الترويج لبن سلمان في واشنطن".

كما قالت إنها "مادة خطيرة بلغتها الفارغة، التي تكرر أجندات اليمين الإسرائيلي بأن الأردن، يجب أن يكون الوطن البديل للفلسطينيين، من خلال مواطنة الفلسطينيين".

وهو يحرض صناع القرار، في المملكة العربية السعودية والخليج والدول المانحة الأخرى، على الضغط على الأردن لقبول هذه الفكرة، التي تهدد وجود الأردن، وقد رفض الملك عبد الله ذلك مرارا وتكرارا".



وأشار كاتب آخر في مقال لصحيفة الرأي اليوم:

"تابعت ببالغ الحزن والاشمئزاز قبل أيام مقالا للكاتب العربي، جاء مقاله على شكل أفكار سياسية مسمومة عن الأردن وفلسطين، ويضر بشعبيهما، خاصة في الأردن للأسف؛ ألقى كاتب المقال وراءه خدمة "إسرائيل" والصهيونية ومشاريعها التوسعية.

وادعى الكاتب أن "المقال هو في الواقع بالون تجريبي، يحمل رسائل سياسية واقتصادية وقرارات متعمدة يتم اتخاذها، كان مهتما ببثها في وسائل الإعلام من أجل القيام بشيء رئيسي واحد، القضاء على القضية الفلسطينية على حساب الدولة الأردنية".

ويأتي هذا الجدل، عندما يشرع ولي عهد السعودي محمد بن سلمان، في رحلة سياسية.

ووفقا لوكالة رويترز للأنباء، من المتوقع أن يصل بن سلمان إلى مصر غدا، لعقد اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ ومن المتوقع أن يزور الأردن وتركيا، في وقت لاحق.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023