زيارة تاريخية واحدة-العديد من التداعيات الإقليمية

معهد دراسات الأمن القومي - INSS

الدكتور أوفير فينتر

الدكتور يوئال جوزنسكي



يرتبط وصول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -في أول زيارة له لمصر منذ عام 2015- بالترويج المستمر لعملية التطبيع التي بدأت في يناير 2021 بين البلدين، علاوة على ذلك، بين الزعيمين.

وهذا هو ثاني اجتماع لهم منذ انتهاء مقاطعة الرباعية العربية لقطر، والتي شاركت فيها مصر أيضًا.

تقلد الزعيمان -السيسي وتميم- مقاليد السلطة في بلادهم تقريبًا في وقت واحد، وفي اللقاء هنأ الرئيس المصري ضيفه بالذكرى التاسعة لوراثة والده، فيما هنأ أمير قطر مضيفه بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو 2013، "لا ينبغي أن ينظر إلى هذا على أنه مجاملة".

بدأت التوترات بين البلدين في وقوف الجانب القطري مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وضد النظام الذي قمعه، ومع ذلك، تأتي الزيارة الحالية بعد عقد من الهزائم على يد الإسلام السياسي في الشرق الأوسط_الذي بدأ من مصر، عبر تونس إلى المغرب والسودان.

ابتعد رعاة الإسلام السياسي -بقيادة قطر وتركيا- تدريجياً عن المشروع الإسلامي لصالح تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع "المعسكر" البراغماتي السني بقيادة مصر والسعودية والإمارات.

بعد أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا، بدأت الاعتبارات الاقتصادية -أكثر من الاعتبارات الإيديولوجية- في تحديد النغمة.

وتؤكد مصالح الأمن الغذائي والطاقة والاستقرار على الأمور المشتركة وتشجع العمل الإقليمي المشترك.

وتأتي زيارة الشيخ تميم لمصر بعد أسبوع مكثف زار خلاله ملك السعودية والأردن والبحرين ومصر، -على ما يبدو- بهدف تنسيق المواقف قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المهمة للمنطقة منتصف يوليو.

ووصل ولي العهد السعودي إلى مصر باتفاقيات بقيمة 7.7 مليار دولار لمساعدة مصر في أزمتها الاقتصادية.

وسينضم الشيخ تميم والسيسي إلى زعماء دول الخليج الأخرى والأردن والعراق في قمة تاريخية مع بايدن في الرياض.

ويأتي لقاء السيسي والشيخ تميم على خلفية التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات الخارجية القطرية بما يعزز مكانتها ونفوذها.

في الخلفية، وساطة قطر في المحادثات النووية مع إيران؛ ومساعدة الولايات المتحدة في سياق قضية أفغانستان؛ الحرب في أوكرانيا، والتي توضح مركزيتها في سوق الطاقة العالمي؛ وستكون أول دولة عربية تستضيف كأس العالم لكرة القدم هذا العام.

وبينما كان اجتماع القادة في دائرة الضوء، لم يكن أقل أهمية هو الاجتماع الموازي بين وزيري مالية البلدين في منتدى قطر الاقتصادي.

ووقع الجانبان على مذكرة تفاهم لتعميق التعاون الاقتصادي، والتي تأتي في أعقاب اتفاقية استثمار بقيمة 5 مليارات دولار أبرمتها قطر في مصر، وقعت بين البلدين في مارس الماضي والتي تغطي مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك البنوك، والعقارات، والطاقة، والتجارة، والزراعة، والصناعات التحويلية وطيران.

ويصاحب العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر توطيد للعلاقات السياسية والأمنية، الأمر الذي قد يؤثر على العديد من الساحات في المنطقة_قطاع غزة وليبيا والطرق الملاحية للبحر الأحمر والمواجهة مع إيران.

ومن المتوقع -أيضًا- أن يتماشى التقارب المثير مع القاهرة بشأن هذه القضايا مع المصلحة الإسرائيلية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023