العصابات هذه هي حقيقة الاحتلال

مصطفى الصواف

كاتب فلسطيني

بقلم/ مصطفى الصواف


هل ما أعلن عنه الاحتلال بتشكيل عصابات مسلحة من المستوطنين، هو إعلان عن بدء الحرب الأهلية في شوارع الضفة، بين المستوطنين والفلسطينيين، بعد هذا القرار بتسليح المسلحين أصلا من المستوطنين، من أجل الدفاع عن أنفسهم وكيانهم من المقاومة الفلسطينة وأعمالها المختلفة؛ وهذا فيه ما يشير إلى عجز قوات الاحتلال وشرطته وكل مكوناته العسكرية، في مواجهة المقاومة الفلسطينية بعد وازدياد رقعتها وشمولها غالبية الأراضي في الضفة الغربية ، والأمر أيضا فيه أمر خطير، وهو ممارسة إرهاب المستوطنين، ولكن بشكل مقنن ومشرعن من قبل الاحتلال لممارسة الإرهاب، والإعدامات الميدانية بشكل مباشر من أجل إجبار الفلسطينيين في القدس ومحيطها أولا، على الرحيل حفاظا على النفس وترك بيوتهم ومنازلهم للاحتلال، وبذلك يخلو له الأمر ويفعل ما يريد، ويستولي على القدس ومحيطها وحواريها بشكل أسرع ودون مسئولية تقع على عاتق الاحتلال، بأنه المسبب الأول لهذا التهجير، وأن هذه الهجرة سببها الصراع بين السكان العرب والمستوطنون المسلحون والمرخصون من حكومتهم وهو أمر يتعلق بمن رحل، ولا علاقة للحكومة الصهيونية بما جرى.

المعلن عن تشكيل عصابات مسلحة من قبل المستوطنين لا يحمل جديد؛ كون أن الاحتلال نفسه مجموعة عصابات شكلت الكيان، ولكن هذا الأمر اليوم بعد أن أطلقت هذه العصابات على نفسه اسم دولة، يؤكد مرة أخرى أن هذه الدولة ما هي إلا عصابات مسلحة تهدف إلى القضاء على ما هو فلسطيني، الأمر الذي لم تتمكن على مدى أربعة وسبعين عاما من تحقيقة، فاليوم تعد الكرة مرة أخرى كي تنفذ ما تسعى اليه، وتم تشكيل هذه العصابات كي تكمل مشروع التهجير.

اليوم ما هو المطلوب فلسطينيا بعد ما اتضحت الصورة أمام الجميع، هل الصمت هو الحل، وترك المجال للمستوطنين لإستكمال ما يخططون له؟، أم العمل على أن نكون جميعا شبابا رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا على قلب رجل واحد، وأن نعمل على التدريب السريع على استخدام  السلاح، وكل الأدوات القتالية، وحمل السلاح للوقوف في وجه المستوطنين ودولة العصابات.

حديثي هذا موجه إلى رجالات الضفة الغربية، والذين يجب أن يلتقطوا الفرصة لفرض أنفسهم على دولة العصابات، والقيام بالدفاع عن النفس وعن الأرض والعرض، وقطع الطريق عل دولة العصابات ومواجهة مستوطنيها بكل قوة وحزم وعدم الانتظار، لأي تحرك سياسي فاشل  لن يحقق شيىا يمكن أن يحمي الفلسطينيين.

تحركوا فلن تخسروا شيئا وستحققوا حلمكم الذي طالما حلمتموه، وستواجهون هذا المحتل وعصاباته وستجبرونهم على الرحيل رغم أنفسهم عندما يرون إصراركم وتصديكم لعصابات المستوطنين، فلم يعد هناك مجالا للتخمين بعد أنكشاف أخر جزء كان يخفي حقيقة الاحتلال.

يا أهل الضفة، يا رجال المرحلة، أعلنوها ثورة على المحتل، وأكدوا له أنكم أهلا لها،  وستكونون حماة للوطن المحتل ومحررين لكل فلسطين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023