خطاب ترامب في الدورة ال 73 للجمعية العامة في الامم المتحدة

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

خطاب ترامب في الدورة ال 73 للجمعية العامة في الامم المتحدة 
بقلم ناصر ناصر 
انسجم خطاب ترامب في الامم المتحدة مع سياسته و خطابه العام و المستمر منذ توليه الرئاسة ، و قد برز فيه التناقض المركزي بين تأكيده السيادة الامريكية و أولوية أمريكا مقابل العولمة ، و التدخل في شؤون الآخرين . ترامب هاجم في خطابه العديد من الاطراف ، و من أهمها ايران و التي هددها بحصار اقتصادي بعد أن حملها المسؤولية عن الفوضى و نشر الارهاب ، و ذلك كي يحرمها مما اعتبره انجازات اتفاق فيينا النووي معها ، و التي استخدمتها على حد قوله لتمويل الفوضى و الارهاب . 
ان موقف ترامب من ايران ينسجم تماما مع موقف أقصى اليمين في دولة ( اسرائيل ) ، من غير المستغرب ان يستمر ترامب في إنكار الواقع ، حينما اعتبر اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل ، لم يضر بعملية السلام التي يدعي زورا و بهتانا انه ملتزم بتحقيقها ، و ليس أدل من استمرار الانحياز الامريكي لاسرائيل ما نقل من ترحيب واسع في اسرائيل لخطاب ترامب ، فقد أشار داني دانون ممثل اسرائيل في الامم المتحدة ان اسم أو كلمة دولة اسرائيل قد ذكر اكثر من أي دولة أخرى .
و من جهة أخرى كان الرد الرسمي الفلسطيني على الخطاب باهتا كعادته ، حيث جاء على لسان ابو ردينة بأنه خطاب يعمق الخلاف و يبعد فرص تحقيق السلام ، و لا يحمل في جعبته أي جديد ، و هو وصف ينطبق بالضبط على تعليق السيد ابو ردينة . 
لا يمكن لاي طرف كان فلسطيني أو عربي أو غير ذلك مواجهة سياسات ترامب دون تدفيع ترامب ثمن سياساته الغريبة و الهوجاء في المنطقة و العالم ، وفي الحالة الفلسطينية لا يمكن ذلك إلا من خلال الوحدة الوطنية الفلسطينية و المستبعدة حاليا في ظل سياسات الرئيس ابو مازن . لذا فمن المتوقع استمرار تخبط الموقف الفلسطيني الرسمي اتجاه سياسات ترامب .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023