هآرتس
مقال التحرير
أطلقت سلطة السكان والهجرة -منذ قرابة الشهر- حملة لتشجيع "المغادرة الطوعية" للجالية الفلبينية في "إسرائيل".
أدرك الرئيس التنفيذي لسلطة السكان "تومر موسكوفيتش" أن المال هو "الحل الأرخص".
وصحيح أن سلطة السكان تعرض على الفلبينيين الذين يقيمون في "إسرائيل" دون إذن ويرغبون في مغادرة البلاد 1500 دولار لكل فرد من أفراد الأسرة عند المغادرة، و 300 دولار شهريًا في العام التالي، بالإضافة إلى تمويل تذاكر الطائرة.
تعلم "موسكوفيتش" ووزيرة الداخلية التي تكره الأجانب "أييليت شاكيد" من التجربة، إنهم لا يعتزمون التورط -مرة أخرى- في الانتقاد الذي تعرضوا له منذ عامين ونصف لترحيل الأطفال الذين ولدوا في "إسرائيل" لأمهات فلبينيات، وعاشوا هنا طوال حياتهم والعبرية هي لغتهم، ووجدوا طريقة لإغراء الوالدين مالياً للمغادرة.
إن فكرة 790 طفلاً فلبينيًا نشأوا في "إسرائيل" ويتحدثون العبرية ويهددون نقاء العرق اليهودي يدفع بالنوم بعيدًا عن عيون شاكيد، قالت: "على السكان غير الشرعيين أن يعلموا أن "إسرائيل" لن تصمت، ولن تسمح بإثبات الحقائق لها والاستثمار بها خلافاً للقانون".
على الرغم من أنهم يطردون لكن (يفضل أن تدفع)
حتى مركز اللاجئين والمهاجرين كان عليه أن يبارك اختيار الحافز الاقتصادي: "يمكن الافتراض أن الحافز الاقتصادي قد يساعد في العودة إلى الوطن، خاصة بالنسبة للأمهات مع أطفالهن الصغار، وحسناً فعلت إدارة الهجرة أن تقدم مثل هذا الحافز، قالوا ردا على ذلك.
لكنهم أضافوا أن "الحافز الاقتصادي، مهما كان سخياً، لن يؤدي إلى هجرة جماعية للعائلات التي تمكنت من البقاء في "إسرائيل" لسنوات طويلة على الرغم من القرارات القاسية_سيكون من المناسب تنظيم وضعها.
في الواقع، كلما كانت الحزمة أكثر سخاء، يجب على المرء أن يسأل عن الرغبة ذاتها في الترحيل، لماذا تخرج "إسرائيل" عن طورها لطردهم؟ لماذا من المستحيل قبول حقيقة أن مجتمعًا صغيرًا من الفلبينيين، الذين ولد أطفالهم ونشأوا هنا، سيعيشون هنا كإسرائيليين؟
من يعرف الريح السيئة التي تهب في سلطة السكان ووزارة الداخلية يعلم أنها لن تنتهي بحافز اقتصادي، يأتون أولاً بالجيد، ثم يأتي السيئ.
على الرغم من عدم الإعلان عن أي عملية ترحيل جديدة، نظمت الجالية الفلبينية مظاهرة أمس في تل أبيب، وهتف المتظاهرون: "لا لترحيل الأطفال" و "الأطفال لن يتحركوا من هنا" ولوحوا بشكل رمزي بالأعلام الإسرائيلية.
بدلاً من إيجاد طرق أكثر وأكثر إبداعًا لطردهم، يجب تغيير النهج بشكل جذري: القضاء على التهديد الذي يحوم حول حياة الفلبينيين وتنظيم وضعهم في "إسرائيل".
تعاني دولة "إسرائيل" من مشاكل خطيرة تتطلب دراسة وعلاج، المجتمع الفلبيني ليس واحدًا منهم، دعوا الفلبينيين وشأنهم.