يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
ملاحظة: المقال يعبر عن رأي الكاتب فقط.
اتخذت حركة حماس موقفا مفاجئا خلال الجولة الأخيرة من القتال في قطاع غزة، ولم تنضم إلى حركة الجهاد الإسلامي في حربها ضد "إسرائيل".
الآن حماس منخرطة في شرح موقفها للجمهور الغاضب في غزة، ومنظمة الجهاد الإسلامي تتماشى معها، الجهاد الإسلامي يبحث عن طريقة سريعة للتعافي من الضربة القوية التي تلقاها من الجيش الإسرائيلي، والمواجهة مع حماس في قطاع غزة حاليا، لا تخدم أهدافها على الرغم من التنافس بين التنظيمين.
حماس شريك طبيعي لمنظمة الجهاد الإسلامي، كلاهما له نفس الفكر وكلاهما عضو في محور المقاومة بقيادة إيران، لكن رغم ذلك لم تساعد إيران وحزب الله الجهاد الإسلامي في الحرب أيضًا.
يلوح هذا المحور منذ عدة اشهر بالشعار الجديد "وحدة الساحات"، ورغم ذلك لم يحدث شيء عمليا خلال 3 ايام من القتال في الجولة الاخيرة من القتال، سكتت مختلف الساحات أو الجبهات وتركت الجهاد الإسلامي يقاتل وحده.
لم تتخل حماس فقط عن الجهاد الإسلامي، بل تخل عنه شركاء آخرين في محور المقاومة، الفلسطينيون في الضفة الغربية وعرب "إسرائيل" صمتوا أيضا.
أبدت حماس ضبطًا كبيرًا للنفس لاعتبارات براغماتية، من أجل حماية مصالحها، كما فعلت في عملية "الحزام الأسود" عام 2019، بعد اغتيال "إسرائيل" القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.
وأرسلت حماس مندوباً عنها إلى الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، التي انطلقت في مواجهة الحرب، وساعد الجهاد الإسلامي لوجستياً، بل وعرض عليها المساعدة الفنية لتجاوز الأعطال في إطلاق الصواريخ، التي تسببت في وقوع العشرات من صواريخها في قطاع غزة وقتلت فلسطينيين أبرياء، الجهاد الإسلامي رفض المساعدة من حماس.
يزعم مسؤولو حماس أن ضبط النفس الذي تمارسه الحركة قد آتى ثماره سياسيًا، وهو ما يبرر قرارها بعدم المشاركة في القتال.
وفقًا لمسؤولي حماس، فإن قرار قيادة الحركة قد أحرج "إسرائيل"، التي صورت حماس دائمًا على أنها منظمة "إرهابية"، وأثبت أن المنظمة يمكنها ضبط النفس في المواقف الحساسة، وعدم استعدادها لإراقة الدماء.
كما كان من المهم أن تؤكد حماس أن ذراعها العسكري ليس في جيب إيران، رغم أنها تتلقى مساعدات مالية وأسلحة منها.، وهذا يعني أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ومصر والأردن كانت راضية عن قرار حماس.
وبحسب مصادر أوروبية، فإن قرار حماس يشير إلى أنها ترى مصلحة الجمهور في غزة، وتفتح الباب أمام حوار سياسي مستقبلي معه.
تعاملت الرباعية مع حركة حماس منذ عام 2007 على أنها منظمة "إرهابية"، ووضعت 3 شروط لإلغاء قرارها:
1. الاعتراف في "إسرائيل".
2. إدانة الـ"إرهاب".
3. احترام الاتفاقيات بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية.
في "إسرائيل" يقولون إن هذه منظمة "إرهابية" لم تتغير، وأن حماس لعبت دور "الذئب في ثياب الحمل" في الجولة الأخيرة من القتال.
في الجهاد الإسلامي، هم غاضبون من موقف حماس لكنهم لا يظهرون ذلك ظاهريا، حماس هي صاحبة السيادة في غزة والجهاد الإسلامي بحاجة إلى مساعدتها في كل مجال تقريبًا.
الرسالة التي ترسلها المنظمتان إلى الخارج موحدة، كان القرار مشتركا وحركة حماس ساعدت الجهاد الإسلامي، ونسقت معها المواقف.
قرار حماس عدم المشاركة في القتال كان قرارا استراتيجيا اتخذه رئيس الحركة، بسبب اعتبارات سياسية واسعة يمكن الدفاع عنها ضد انتقاد الجمهور في غزة.
حماس والجهاد الإسلامي تقدمان الآن موقفا موحدا ضد مزاعم "إسرائيل"، بوجود خلافات خطيرة بين التنظيمين، وتزعمان أن هذه حرب نفسية إسرائيلية تهدف إلى استمرار الصراع بينهما.
وانتهت الجولة الأخيرة من القتال بضربة قوية للفلسطينيين، رغم إطلاق الجهاد الإسلامي أكثر من ألف صاروخ على "إسرائيل": 4 قتلى بينهم 17 طفلاً وأكثر من 350 جريحًا بحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، قتل 12 عضوا في حركة الجهاد الاسلامي، بينهم قياديون في المنظمة تيسير الجعبري وخالد منصور.
يؤكد أحمد المدلل، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، والذي قُتل نجله زياد في هجوم للجيش الإسرائيلي على المنزل الذي كان يختبئ فيه خالد منصور، أن تنظيمه تلقى ضربة قاسية من الجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن "الجولة الأخيرة من القتال كانت صعبة، فقدنا كبار قادتنا لكننا استبدلناهم في غضون دقائق".
لم ينته بعد خطر تجدد الصراع. في "إسرائيل" وقطاع غزة، ينتظرون الوساطة المصرية بشأن مطالبة الجهاد الإسلامي بإطلاق سراح ناشطيها، خليل العواودة وبسام السعدي، من السجون الإسرائيلية، وهو مطلب لم يتم تلبيته وأدى إلى جولة القتال، منظمة حماس ستحاول تلطيف موقف الجهاد الاسلامي، لا تريد جولة جديدة من القتال.