الجيش الإسرائيلي يقدر أنه يقترب من عملية واسعة النطاق في نابلس وجنين

والا نيوز

أمير بوخبوط

ترجمة حضارات


رغم أن عملية "كاسر الامواج" التي بدأت بعد موجة العمليات الفلسطينية في مراكز المدن، أسفرت عن الكثير من الاعتقالات وإحباط الكثير من العمليات، إلا أن الاشتباكات تنتقل من جنين إلى نابلس وتريد المؤسسة الأمنية منع تصعيد شامل، منذ بداية العام، قُتل أكثر من 70 فلسطينيا في الضفة، وهو أعلى رقم في السنوات الأخيرة

منذ بداية العام، حذر رئيس الأركان أفيف كوخافي، كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية ورؤساء المنظمات من أنه إذا لم يتراجع مستوى الهجمات الفلسطينية، فسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية واسعة النطاق في الضفة، إلا أن المقاومة الفلسطينية ازدادت بسبب ضعف الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتراجع نشاط الجيش الإسرائيلي؛ بسبب فيروس كورونا وشهر رمضان والضغط الأمريكي؛ إضافة إلى حرية المرور عبر الثغرات في خط التماس، كما ازداد حجم تهريب الاسلحة والذخائر الى المناطق.

أدى الجمع بين المعطيات السلبية والواقع الأمني، بما في ذلك التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي بقيادة حماس، إلى اندلاع موجة من الهجمات وقعت خلالها سلسلة من العمليات في مراكز المدن في إسرائيل.

واجه الجيش الإسرائيلي خيارين رئيسيين: عملية واسعة النطاق في الضفة وضد مراكز معادية إضافية، والتي تشمل إقامة مطولة في الأراضي الفلسطينية أو عمليات ليلية مركزة بناءً على معلومات استخبارية دقيقة. 

تقرر في النهاية القيام بعمليات خاطفة ليلية من أجل عدم انهيار التنسيق الأمني الفلسطيني، وإفساح المجال أمام نسيج الحياة الفلسطينية وعزل غير الضالعين في المقاومة، والسماح بخروج 130 ألف عامل فلسطيني إلى إسرائيل.

وردا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سلسلة عملية "كاسرالأمواج"، و بعد أسبوع من سلسلة العمليات وبداية تأمين خط التماس المخترق، تم تنفيذ عمليات إطلاق نار في تل أبيب وأريئيل، ثم في إيلعاد.

كانت العملية تهدف إلى تنفيذ الاعتقالات بشكل أساسي، لكن اختلاف الميدان وتزايد الأعمال المقاومة، تسببت في مقتل أكثر من 70 فلسطينيًا منذ بداية العام؛ وهو أعلى رقم في السنوات الخمس الماضية على الأقل.

قالت مصادر في المنظومة الأمنية إن الأموال الكثيرة التي تتدفق إلى أراضي الضفة الغربية، تساعد في تمويل عمليات تهريب أسلحة وذخائر، كما أن المكافآت على جميع الهجمات أدت إلى إنشاء خلايا مسلحة في جنين، ومؤخرا أيضا في نابلس.

تنجح نابلس في تقليد أنماط عمل المقاومة المتصاعدة في مخيم جنين للاجئين، وتقرب عملياً الجيش الإسرائيلي من عملية واسعة النطاق في مخيمات اللاجئين، مع التركيز على نابلس وجنين.

في الليلة الماضية فقط، عمل الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس وخلال العملية قُتل فلسطيني، هذه المرة بنيران فلسطينيين، الذين اعتقدوا أن المسلح كان من أفراد القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، وقتل فلسطيني آخر في البيرة قرب رام الله أصيب برصاصة فلسطينية طائشة بحسب مسؤولين عسكريين، لكن القضية ما زالت قيد التحقيق، وتقول مصادر في المنظومة الأمنية إن كل نشاط للجيش الإسرائيلي ليلاً ونهاراً في المدن والقرى، يصحبه إطلاق نار حي تجاه القوات.

حدث أبرز تلك الأحداث خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في قرية برقين بمحافظة جنين، حيث قُتل خلالها جندي اليمام الرائد نعوم راز، في معركة مع مقاومين أطلقوا آلاف الرصاصات على القوات، في دليل على المخزون الكبير من الأسلحة والذخيرة في المناطق.

قالت مصادر في المنظومة الأمنية في الأيام الأخيرة، إن العمليات من جهة، تحقق أهدافها مئات المعتقلين الذين تم نقلهم إلى تحقيقات الشاباك وساعدوا في كشف مخطط الهجمات، لكن الاحتكاك المتزايد يشير إلى اتجاه واضح: المؤسسة الأمنية لم تنجح فعلاً في القضاء على ظاهرة تهريب الأسلحة والذخائر.

مع مرور الوقت، يقترب الجيش الإسرائيلي والشاباك من عملية واسعة النطاق في نابلس وجنين لمنع تصعيد واسع النطاق في المستقبل؛ وذلك بشكل خاص على خلفية انهيار السلطة الفلسطينية والصراعات من أجل السيطرة على القمة، التي يمكن أن تتحول بسهولة من محادثة داخلية عنيفة إلى نار موجهة نحو إسرائيل.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023