قطر تنبذ جماعة الإخوان المسلمين

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



ألقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الأسبوع الماضي، "قنبلة" إعلامية صدمت أنصار قطر في العالم الإسلامي وحركة الإخوان المسلمين، وفي مقابلة مع صحيفة لوبوان الفرنسية، تبرأ أمير قطر من أي صلة له بحركة الإخوان المسلمين، والتي انطلقت منها حركات سنية مثل: القاعدة وداعش وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها.

نفى الشيخ تميم بن حامد بشدة أي علاقة لبلاده بجماعة "الإخوان المسلمين"، وكان هذا نفيًا شديدًا سمع بوضوح لأول مرة من فم الحاكم القطري. 
وأوضح أن "قطر تتعامل مع دول وحكومات وليس مع أحزاب سياسية، وهذا الارتباط غير موجود ولا يوجد ناشطون أو أعضاء في حركة الإخوان المسلمين على أرض قطر أو جماعات مرتبطة بها".

وأضاف: "نحن دولة منفتحة يمر بها عدد كبير من الأشخاص ذوي الآراء والأفكار المختلفة، نحن دولة ولسنا حزبًا، نتعامل مع دول وحكومات، وليس مع منظمات سياسية".

تستضيف قطر في أراضيها قادة جماعة الإخوان المسلمين، الذين فر بعضهم من مصر عندما تولى الرئيس السيسي السلطة، وقيادة حماس منذ خروجها من دمشق عام 2012 وسط خلافات مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما تستضيف في الدوحة الشيخ يوسف القرضاوي الزعيم الروحي لحركة "الإخوان المسلمين" وأعربت عن دعمها للرئيس المصري المخلوع محمد مرسي أحد قادة "الإخوان المسلمين" الذي توفي في أحد السجون المصرية.

وتستخدم وسائل الاتصال الخاصة بها، مثل قناة الجزيرة والعديد من المواقع الإلكترونية، للتحريض ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين والتعبير عن دعمها لـ "الإخوان المسلمين" وحركة حماس.


في عام 2017، اتهمت "الرباعية العربية" (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) قطر بدعم "الإرهاب"، ووضعت 13 شرطًا لرفع الحظر والحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضته عليها. 
حاولت قطر أن تكون ذكية، في يوليو/ تموز 2017، أعلنت قطر سن قانون مكافحة "الإرهاب" ونشرت أيضًا قائمة "إرهابية" تضم 19 فردًا و 8 كيانات، لكنها كانت أفراداً وكيانات مرتبطة بالقاعدة وداعش وليس بـ " حركة الاخوان المسلمين ".

وزعمت مصادر في المعارضة القطرية أن هذه القائمة وهمية وهي ممارسة سياسية أكيدة وخدعة في العلاقات العامة في محاولة لتغيير الصورة السلبية التي كانت عليها في نظر إدارة ترامب وفي عيون العالم.

وتحت ضغط من إدارة ترامب رفعت "الرباعية العربية" في نهاية المطاف الحظر المفروض على قطر بعد أن تعهدت بوقف دعمها لـ"لإرهاب" وتدخلها الداخلي في شؤون الدول العربية، ومع ذلك، تواصل استضافة قادة الإخوان المسلمين وحماس في الدوحة.

صُدمت حركة "الإخوان المسلمون" بتصريح أمير قطر، حيث لم يرد مسؤولون في الحركة رسميًا، لكنهم قالوا إنه "تصريح دبلوماسي" من قبل حاكم قطر لتجنب الضغط الذي مورس عليه لقطعه العلاقات مع الحركة.


هناك تفسيرات عديدة لقول حاكم قطر: -


* رغبة حاكم قطر في بناء علاقات مع الدول المعارضة لجماعة "الإخوان المسلمين" واعتبارها منظمة "إرهابية"، قبل أيام قليلة من بيانه، زار الرئيس المصري السيسي الدوحة للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة ضيفا على الشيخ تميم بن حامد. 
يُعرّف القانون في مصر حركة "الإخوان المسلمين" على أنها منظمة "إرهابية".


* ضعف حركة "الإخوان المسلمين" في العالم العربي؛ بسبب صراعاتها وخلافاتها الداخلية.


* شيخوخة الشيخ يوسف القرضاوي زعيم "الإخوان المسلمين" الذي يعيش في قطر ويعتبر الأب الروحي للشيخ تميم بن حمد.


* قطر ستستضيف كأس العالم هذا العام وتحاول الحفاظ على صورة دولة تقدمية لا علاقة لها بـ"الإرهاب".


لا توجد دولة في العالم تشتري كلام الشيخ تميم بن حامد، لكن هذا بلد صغير وغني جدًا يعرف كيف يناور جيدًا في الدبلوماسية العالمية والشرق أوسطية.
 تلعب قطر لعبة مزدوجة على كل الجبهات الممكنة، فهي لا تدعم "الإرهاب" السني فحسب، بل تدعم أيضًا "الإرهاب" الشيعي، مثل منظمة حزب الله، ولديها علاقات جيدة جدًا مع إيران، على عكس دول الخليج الأخرى.

كما أنها تدعم وتمول حركة طالبان في أفغانستان، تقوم الحكومة في قطر بتشغيل وتمويل قناة الجزيرة التي تبث من الدوحة وهي لسان حال دعاية الفكر "الإسلامي المتطرف".

مع مثل هذه الأيديولوجية، فإن فرص توقيع قطر على اتفاقية تطبيع مع "إسرائيل" منخفضة للغاية، واستراتيجيتها هي نشر السم في الشرق الأوسط باستخدام طريقة "فرق تسد" حيث تستخدم مواردها المالية للتدخل في كل صراع إقليمي من أجل تحقيق أقصى استفادة منه لمصالحه الخاصة.

كما سقطت "إسرائيل" في فخ قطر، ومنحتها حكومات نتنياهو وبينيت ولابيد موطئ قدم لها في قطاع غزة، وتحول منحة شهرية قدرها 30 مليون دولار إلى قطاع غزة وتساعد في إعادة إعماره، بفضل المساعدات المالية التي تقدمها أيضًا، يعمل كوسيط إقليمي بين "إسرائيل" وحماس إلى جانب مصر التي تلعب دور الوسيط الرئيسي.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023