بلد في خطر الغرق

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات


إن تحذيرات كبيرة العلماء في وزارة حماية البيئة، البروفيسور نيغا كرونفيلد شور، في تحقيق "هآرتس"، يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار لكل صانع سياسة في "إسرائيل"، وبشأن الارتفاع المتوقع في مستوى سطح البحر، قالت: "نحتاج إلى إعداد وبناء البنية التحتية على المدى الطويل، ونعترف أننا سنفقد أجزاء كبيرة من الشواطئ" (لي يارون، أمس). وشددت العالمة في كلماتها، على التأثير الدراماتيكي لارتفاع مستوى سطح البحر على سواحل "إسرائيل"، وأشارت إلى أن التوقعات السابقة حول هذا الموضوع كانت متحفظة.

إن صورة الوضع الذي ظهر من تحقيق "هآرتس" بعد محادثات مع أكثر من 20 مصدرًا مقلقة للغاية، حيث يجب أن تستعد الدولة لارتفاع يصل إلى متر واحد في مستوى سطح البحر بحلول عام 2050.
 يكشف التحقيق أن الدولة لم تبدأ بالتحضير فحسب، بل إنها لم تقم حتى بإعداد خرائط توضح ما يجب التحضير له، تم إعداد أول خريطة لارتفاع منسوب المياه توضح الأضرار بناء على طلب "هآرتس"، بحيث تعرض رؤساء البلديات والمؤسسة الأمنية للأضرار المستقبلية في الصحيفة. 
من المتوقع أن يتم التعبير عن الزيادة بشكل مختلف في أجزاء مختلفة من الساحل: سيختفي جزء كبير من شاطئ نحشوليم؛ ستغطى المياه شواطئ يافا الضيقة. سيتم تغطية جزء كبير من شاطئ الكرمل- مريديان في حيفا، وحتى الرصيف في ميناء قيسارية في خطر. 
ووفقًا للتوقعات، من المتوقع في بعض الأماكن أن تتغلغل المياه في اليابسة مئات الأمتار في قطاعات ضيقة. في الواقع، لا يكاد يوجد أي جزء على طول الساحل لن يتأثر.

ارتفاع مستوى سطح البحر ليس فقط مشكلة تتعلق بكثافة المصطافين على الشاطئ في أشهر الصيف. 
في الواقع، قد تقع مرافق تحلية المياه والمنحدرات والبنى التحتية للصرف وكذلك المرافق الأمنية في مستويات مختلفة من المخاطر. كما أن مياه البحر قد تملح التربة الزراعية وتؤدي إلى انسداد مصبات الأنهار، ومع ذلك، لا توجد حتى الآن هيئة مسؤولة في "إسرائيل" مكرسة بالكامل لصياغة حلول للمشكلة.

بين حملة انتخابية واحدة تلو الأخرى، جولات من القتال في غزة، صراعات حول غلاء المعيشة ومجموعة من القضايا الملتهبة، من السهل نسيان أزمة المناخ. 
إن الاحتباس الحراري الذي تسببه البشرية عن طريق حرق الوقود الأحفوري مثل الغاز والنفط والفحم، يتم دفعه إلى هوامش الوعي وينظر إليه على أنه مشكلة البلدان النائية والفقيرة، لكن الأزمة لا تتوقف عندما يتم تجاهلها، ولن تختفي من تلقاء نفسها. 
تظهر التذكيرات بقوتها وعواقبها الوخيمة مرارًا وتكرارًا، حتى في "إسرائيل"، مرة في شكل موجة حر تحصد أرواح الضعفاء، ومرة على شكل شتاء دافئ يعطل محاصيل المزارعين ويؤثر على أسعار المواد الغذائية.

على هذه الخلفية، فإن حقيقة أن "إسرائيل" تتخلف عن الجهود العالمية في الكفاح لاحتواء الأزمة، هي شهادة فقر للدولة، يجب على الحكومة أن تستيقظ وتعد خطة استعداد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023