وفق المصادر-1621

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

إعداد: ناصر ناصر 
10-10-2022 

حكماء بن صهيون 
ناصر ناصر: رئيس أركان جيش الاحتلال سابقآ غادي آيزنكوت، هو محتل غاشم وقاتل الأطفال الفلسطينيين وتحديداً في حرب العام 2014، ولكنه في المقابل أحد نوادر حكماء الصهاينة في هذه الأيام، ومِن أكثرهم نضوجاً من الناحية السياسية فتصريحاته عميقة وليست سياسية انتخابية ضيقة؛ لذا فهي مفيدة لكل دارس ومتابع للشأن الإسرائيلي. 

1- غادي آيزنكوت لعاموس هارئيل في هآرتس:  
إقامة إئتلاف يتبنى العنصرية والعنف والتحريض سيفكك المجتمع الإسرائيلي، نحن في ظل موجة تصعيد في الساحة الفلسطينية، فإذا تم إقامة حكومة من 61 مقعد برئاسة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، فكيف ستتعامل مع هذا التصعيد؟ 
لن تعرف كيف ستفعل؛ سيتحدثون عالياً عالياً، ولكن عدا عن نتنياهو فلا أحد مجرب في مجال الحرب على (الإرهاب).
هم سيجرون لعقاب جماعي الفلسطينيين في الضفة، ولفقدان اتفاق سياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، ولفقدان شرعية دولية؛ وكما أنهم قد يقوموا بتفكيك الإدارة المدنية/ يضربوا السلطة الوطنية، ستكون هنا فوضى وقد يكون هذا هدفا لجزء من أعضاء معسكر نتنياهو. 
آيزنكوت: الناس المتطرفين سيقودوا نتنياهو لأعمال خاطئة من منطلق الشعبوية، وإذا اندلع العنف سيكلفنا هذا الأمر سبع سنوات لإعادة المارد إلى القمقم.  
آيزنكوت: في العام 2015 اندلعت انتفاضة مصغرة وبوجي يعالون كوزير دفاع ويورام غولون كرئيس شاباك وأنا كرئيس أركان، وقفنا كسد منيع ساعدنا نتنياهو بأن يعمل الأمر الصحيح، وألا يغرى/ينجر لأفكار مثل احتجاز جثث (المخربين) للمساومة أو للعقوبات الجماعية.  

أيزنكوت: تحذيرات السناتور الأمريكي روبرت ميناندو لنتنياهو من انضمام اليمين المتطرف لحكومته سيمس بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية وهذا مؤشر لما سيأتي لاحقاً، فأمريكا وهي حليف والعلاقات الخاصة معها تعتبر مركباً مركزياً في أمننا القومي، التسليح الدقيق، الطائرات إف 35، إنها نصائح يمكن أن نتقبلها فقط من الأمريكان، فإن جاءنا نتنياهو بحكومة بن غفير وسموتريتش، فهو يتبع سياسة تمس بالعلاقة مع إدارة بايدن.  

ناصر ناصر: آيزنكوت يحذر من سيناريو أسود تعددت أشكاله ووجوهه وهو محتمل ووارد، وعلى الفلسطينيين أن يكونوا مستعدين لمثل هذا الاحتمال.  

2- غادي آيزنكوت لعاموس هارئيل في هآرتس:  
رئيس الموساد الجديد لم يمضي على عمله سنة ونصف، وعمل حتى الآن مع ثلاثة رؤساء وزراء، كما يوجد تبديل مكثف للوزراء، إن هذا الشيء سيء جدا للدولة.

(ن .ن: في إشارة إلى عدم الاستقرار السياسي في السنتين الأخيرتين في إسرائيل).
عندما تستمر الأزمة السياسية اربع سنوات، فهناك قرارات معين يجب اتخاذها، الاتفاق مع لبنان ليس مسألة عسكرية؛ بل مركبة ومعقدة أكثر، فنحن نعيش في هدوء نسبي منذ 16 عاما أمام تهديد يتعاظم لحزب الله، وقدراتنا أكبر بكثير من الحزب وحسن نصر الله يدرك ذلك تماما، لذا فهو حذر من الدخول في حرب؛ ولكنه يدرك أيضاً أنه يستطيع أن يفعل أمورا لم يكن بمقدروه في واقع استقرار سياسي إسرائيلي.
آيزنكوت لهآرتس: مسودة الاتفاق مع لبنان فيها فوائد استراتيجية واسعة، حيث يوجد للطرفين ما يربحونه وأيضاً ما يخسرونه، وهو لا يمس بالسيادة ويمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها (بكرم اقتصادي مقابل عوائد من الحقل اللبناني قانا)، كل حكومة إسرائيلية كانت ستوافق وستتخذ نفس قرارات الحكومة الحالية.  
غابي آيزنكوت لهآرتس: كنت أعتقد بأن على إسرائيل اتخاذ مقاربة متوازنة، ولكن عندما فهمت بأن العملية الروسية في أوكرانيا تنبع من ضعف الواقعية للسلطة الروسية واستخدامها بطريقة غير مقبولة، فقد قمت بتغيير وجهة نظري، يجب على إسرائيل أن تعتمد على اعتبار قيمي واستراتيجي معا، حتى وإن أدى هذا الأمر إلى فرض بعض القيود على عملياتنا في هجمات "مبم" في سوريا، وعلى إسرائيل أن تقف إلى جانب أمريكا في هذا المجال.  
آيزنكوت: موقف لابيد صحيح وهو معارضة إسرائيلية لأعمال روسيا، إضافة لضرورة تقديم مساعدات مدنية واسعة لأوكرانيا وهذا لا يشمل سلاح الأمريكان  الذين يزودون الأوكران بما يلزمهم، كما أن موقف إسرائيل من الحرب كان موقف مصلحي وأقل أخلاقية.  

ناصر ناصر: عند الحديث عن الأخلاق فعلى إسرائيل وكل من يُعتبرون من حكمائها أن تصمت، فجرائمها ضد الشعب الفلسطيني وضد المنطقة واضحة وبارزة، ولكن مسألة أوكرانيا أبرزتها بصورة واضحة، أضف إلى ذلك فإن ما تستطيع روسيا فعله لإسرائيل فيما يتعلق بهجماتها على سوريا، يبدو أنه مستوعب إسرائيليا وعلى من كان يظن أن روسيا تستطيع أن تفعل الكثير أن يعيد حساباته.

3- هآرتس:
تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن احتمالية الحرب مع حزب الله ضعيفة، واحتمالية التوقيع على مسودة الاتفاق حول ترسيم الحدود هذا الشهر واردة بوضوح، كما أن نصر الله لا يسعى للمواجهة وهو لم يقرر بعد، كيف سيرد على بدء التنقيب في حقل كاريش قبل بلورة الاتفاق مع اللبنانيين.  
هآرتس: الجيش يعتقد أنه لا توجد لدى نصر الله شهية كبيرة للحرب حاليا، فهو يدرك الأوضاع الاقتصادية السياسية اللبنانية الداخلية، ولكن الجيش يعلم أيضا أن كثير من المواجهات اندلعت في الآونة الأخيرة دون تخطيط ورغبة مسبقة، بل كانت بسبب حدث أفقد الأطراف السيطرة مثل حرب لبنان الثانية وسلسة الحملات الإسرائيلية في قطاع غزة.  
هآرتس: الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطات على حكومة لبنان للتوقيع على الاتفاق، ولفرنسا دور أيضا في هذه الجهود.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023