حسن نصر الله يكشف ضعف إسرائيل

موقع نيوز 1

يوني بن مناحيم


زعم الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه في لبنان في 29 تشرين الأول/أكتوبر ، أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان هو "انتصار كبير للبنان وللبلد وللشعب وللمقاومة"، وقال: "إن الحدود البرية بين لبنان و فلسطين المحتلة حددها الحاكم الانتدابى لفرنسا وبريطانيا، وأن الحدود البحرية لم تحدد بعد ذلك"، ورغم أن حزب الله وجه الحكومة اللبنانية وراء الكواليس فيما يتعلق بالخطوط الحمراء في المفاوضات مع الوسيط الأمريكي، إلا أن حسن نصر الله زعم أن منظمته لم تشارك في ترسيم الحدود البحرية، وأن هذه مسؤولية الحكومة اللبنانية.

وشدد "نصر الله" على أن لبنان لم يقدم أي ضمانات أمنية لـ"إسرائيل" في إطار الاتفاق وأنه حقق كل ما أراده، وهو بحسب قوله "انتصار تاريخي عظيم"، مضيفاً: "ما زالت هناك قضية صغيرة لم تحل بعد، وهي مساحة صغيرة مساحتها 2.5 كيلومتر ولبنان يصر على أنها أرض محتلة يجب تحريرها".

وكشف نصر الله عما يعتقد أنه أدى إلى الاتفاق وهو عاملين: تهديدات حزب الله لـ"إسرائيل"، وقوته العسكرية، أما بالنسبة لحزب الله، فاستسلمت "إسرائيل" لضغوط وتهديدات الحرب التي مارسها عليها نصر الله بإطلاق 4 طائرات مُسيّرة باتجاه منصة الغاز في "القرش".

وبحسب نصر الله، فإن حزب الله قد ردع "إسرائيل"، ولا يوجد اعتراف بـ"إسرائيل" أو تطبيع في الاتفاق الذي تم توقيعه.

قال يوني بن مناحيم: "للأسف حسن نصرالله محق، "إسرائيل" خافت من مواجهة عسكرية مع حزب الله واستسلمت لتهديداته، فلقد ابتز حزب الله "إسرائيل" فعلياً من خلال اعتراضه على بدء "إسرائيل" باستخراج الغاز من حقل "القرش" قبل توقيع الاتفاق وسيحصل لبنان على حقوقه، وأطلق طائرات بدون طيار باتجاه حقل غاز القرش ووضع مسدساً على الطاولة للحكومة الإسرائيلية وهدد باستخدامه، خسرت "إسرائيل" لعبة البوكر.

نصرالله يدعي أن "إسرائيل" غير مستعدة للحرب بسبب الخلافات الداخلية داخلها"، إنه يقرأ بشكل صحيح الخريطة السياسية في "إسرائيل"، لقد نسي فقط أن يذكر أن يائير لابيد أراد تحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات ليثبت أنه يستطيع أيضاً -كرئيس للوزراء- تحقيق اتفاق سياسي مع دولة عربية.

وكشف حسن نصر الله أن هذا ليس اتفاقًا دوليًا ولا توجد عملية تطبيع مع "إسرائيل"، وهو بذلك يتناقض تمامًا مع ادعاء رئيس الوزراء لبيد بأن لبنان اعترف بدولة "إسرائيل".

لبنان و"إسرائيل"، كل على حدة، يعتبران الاتفاق انتصارًا كبيرًا لهما، وتحاول الحكومة الإسرائيلية التأكيد على أن هذا إنجاز سياسي كبير لها، لكن لبنان يأخذ مسافة، ويؤكد أنه لم يتخل عن خطوطه الحمراء في علاقاته مع "إسرائيل" رغم الاتفاق.

لبنان حصل على كل مطالبه في المفاوضات، ولا جدال في ذلك، لكن رغم كلام حسن نصرالله، هناك معلقون في العالم العربي يرون الاتفاق على الحدود البحرية خطوة مهمة لا يمكن تجاهلها.

وبحسبهم، على الرغم من أن "إسرائيل" ولبنان لم يجروا مفاوضات مباشرة بينهما، فإن توقيع الاتفاق ذاته هو شكل من أشكال اعتراف لبنان بدولة "إسرائيل" بطريقة عملية غير مباشرة، لأن "دولة فلسطين" غير موجودة، فكان على لبنان أن يتقبل الواقع على الأرض ويتفاوض مع ممثلين عن "إسرائيل" رغم أن للسلطة الفلسطينية سفارة في لبنان.

كما شكل الاتفاق على الحدود البحرية سابقة للتوصل إلى اتفاق في المستقبل بشأن النقاط المتنازع عليها على الحدود البرية بين "إسرائيل" ولبنان، لكن حزب الله ليس في عجلة من أمره، فهو يريد الحفاظ على هذه الخلافات وعدم حلها بحيث يكون له في المستقبل عذر لبدء الحرب إذا كانت مصالحه تتطلب ذلك.

أعطى حزب الله الضوء الأخضر للاتفاق لأنه توصل إلى نتيجة مفادها أن مصالحه الداخلية تتطلب حاليًا تحقيق الاستقرار الداخلي في لبنان، نظرًا لموقعه في الرأي العام اللبناني، وليس تصعيدًا عسكريًا قد يؤدي إلى حرب، وهو إنتاج الغاز اللبناني الطبيعي الذي سيستغرق الغاز عدة سنوات أخرى، وفي هذا الوقت حزب الله غير مهتم بالتصعيد ضد "إسرائيل".

وبحسب مصادر لبنانية، وافقت إيران أيضًا على تحرك حسن نصر الله؛ لأنها تعتقد -أنه على الرغم من المأزق الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن الاتفاق النووي- فإن الرئيس بايدن سيبذل جهدًا آخر للتوصل إلى اتفاق نووي جديد فور انتخابات الكونجرس منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، الآن ليس الوقت المناسب حالياً للتصعيد بين حزب الله و"إسرائيل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023