موقع نتسيف نت
ترجمة حضارات
​​​​​​​

كشف موقع للمخابرات الفرنسية، عن تقديم ضباط كبار في جهاز المخابرات العامة المصري استقالاتهم؛ بسبب معارضتهم للسياسات الاقتصادية التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة البلاد، واستياء واسع النطاق في الشارع المصري.

وقالت مصادر مطلعة لموقع استخبارات "أفريكا إنتليجنس" إن 6 من كبار الضباط في المخابرات العامة المصرية قدموا استقالاتهم في 23 أكتوبر/ تشرين الأول بعد اجتماع مع رئيس جهاز المخابرات عباس كامل.

وبحسب المصادر، فإن 4 من الضباط المصريين المستقيلين هم برتبة عقيد، تم تعيينهم في عهد الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، ومقربين من رئيس المخابرات السابق خالد فوزي، إلى جانب ضابطين آخرين برتبة مقدم.

وقالت المصادر للموقع الفرنسي، إن ضباط المخابرات المستقيلة اشتكوا من تجاهل الرئيس السيسي لتقاريرهم المتكررة حول سياساته التقشفية الاقتصادية في مصر، وأشارت إلى أن السيسي استهان بمخاوف الضباط من السخط الشعبي عندما اتصل رئيس المخابرات العامة (عباس كمال) خلال الاجتماع مع الضباط.

الغضب القديم

وسبق أن أعرب رؤساء المخابرات المصرية عن غضبهم واستيائهم من قرارات الرئيس السيسي، خاصة فيما يتعلق بمسألة استيائهم من "بيع أصول الدولة حول قناة السويس الاستراتيجية لمستثمرين عرب"، بحسب الموقع الفرنسي.

وأضافت المصادر أن بعض فرق المخابرات العامة المصرية اشتكت من تدخل الجيش في إدارة الاقتصاد المصري، خاصة أن هذا التدخل تعزز في ظل حكم السيسي في العديد من المشاريع مثل إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وتأتي الاستقالة المفاجئة لكبار ضباط المخابرات عند التعبير عن غضب شعبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الدعوات للتظاهر في الحادي عشر من الشهر، بالتزامن مع قمة المناخ، على غرار الدعوات المماثلة التي كانت في سبتمبر 2019، والتي أدت إلى مظاهرات لآلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة القاهرة في ذلك الوقت بدأها وأشرف عليها رجل الأعمال المصري الشهير محمد علي.

وأشار الموقع الاستخباري إلى الزيادة الأخيرة في الضغط على الرئيس السيسي، مذكرًا بكلمات عضو البرلمان والزعيم السابق للمعارضة (حزب الإصلاح والتنمية) محمد أنور السادات، في التاسع عشر من الشهر الماضي، عندما دعا وطالب السيسي بالامتناع عن الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة المقررة في مايو 2024.

وبحسب الموقع الفرنسي، فإن كلام السادات للسيسي ما كان ليُقال لولا دعم المخابرات العامة المصرية العليا، وهو ما يعكس غضبًا واسعًا في صفوف أقوى جهاز سيادي في الدولة المصرية.