أسرى ما قبل ال 2000 م

أسرى ما قبل ال 2000 م

بقلم الباحث الأسير/ أيمن سدر 

5-11-2022 

من الصعب جدًا أن تصنف أسرى الشعب الفلسطيني على أساس الفترات الزمنية التي قضوها وما يزالون داخل باستيلات القهر الصهيوني، فما هو الفرق الجوهري بين من اعتقل بداية العام 1993 -أي قبل توقيع اتفاقية أوسلو- وبين من اعتقل بعد ذلك في نهاية العام 93؟ أو ما هو الفرق بين من اعتقل في العام 2000 وذاك الذي اعتقل في العام 1999؟ فكلهم يعانون ويلات الأسر، ومع ذلك فقد اصطلح كثير من الأسرى وتحديدًا أولئك الذين يعارضون اتفاقية أوسلو على التأريخ لاعتقالهم وفقًا لمناسبة نضالية جهادية تتناسب مع نضال الفلسطيني وهي انتفاضة العام 2000 وهكذا جرى، فماذا يعني ذلك؟ 

أن تكون معتقلًا قبل الانتفاضة الثانية في العام 2000 يعني أن معاناتك أو مقاومتك في الأسر مستمرة لأكثر من 22 عام إلى 40 عامًا، هذا يعني أن صفقات تبادل متعددة قد تجاوزتك وأنت من أكثر المستحقين لها، هذا يعني أنك فقدت أعزاءك كأمك وأبيك وبعض إخوانك وأنت في الأسر، هذا يعني بأن أجيالًا قامت وأخرى انتهت وأنت ما زلت تعاني وتنتظر أن يقوم الأحرار بواجبهم الشرعي والديني والأخلاقي والوطني بإطلاق سراحك، فما أعظمها من معاناة!! 

في خضم المعاناة والعجز والتقصير الذي يواجهه الأسرى عمومًا والأسرى القدماء خصوصًا تبرز بعض المشاهد المختلطة ببعض الأمل والسرور، ومن ذلك أنني زوجت ابني محمد الذي كان طفلًا عندما اعتقلت في العام 1995م فاحتضنني إخواني الأسرى أيّما احتضان، وتضامنوا معي في احتفالٍ متواضع شابه الكثير من (النهفات والضحكات) والدموع في لحظات أخرى، وتلك هي حال الأسرى بشكل عام. 

وختامًا لابد من القول: أما آن للشعب الفلسطيني ولمقاومته المباركة أن يشمروا عن سواعد الجدّ ويحسموا أمرهم ليجبروا العدو على إطلاق سراح أبنائهم وإخوانهم وقادتهم ورموز نضالهم الذين أكل السجن عليهم وشرب من قبل 2000 ومن بعد 2000 وما بينهما مآسي وآلام ومعاناة كثيرة؟ 

فلا عذر لأحد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023