التربية المفقودة

أحمد محمد عبيد

أسير مقدسي، وكاتب فلسطيني.

يُقال أن الطفل يأخذ ممن حوله القدوة، سواء من الأبوين والإخوة في داخل الأسرة فيتعلم  من أسرته الكلام والقيم والمبادئ والأخلاق والأفكار سواء السلبية منها أو الإيجابية، فإذا وجد والديه  على سبيل المثال وإخوانه يتمثلون الإيجابية في تلك المفاهيم، يكون الولد إيجابي بعيداً عن الانحرافات والإضرابات والتيه، وما شابه ذلك فلذلك نجد بأن  توجهات الأولاد نحو الإيجابية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى توجه الوالدين نحو الإيجابية وكما هو معروف فإن الطفل عندما يولد يكون خال من كل الانحرافات والمساوئ و والمبادئ والاعتقادات الغير سوية،  الولدان يساعداه على الانحراف أو الاستقامة، كما أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " كل مولود يُولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ويُنصرانه ويمجسانه"  متفق عليه  ولو تسألنا كيف يمكن أن تساعدهم على ذلك   إلى أنه يمكن أن يتجه  الوالدين نحو تحقيق التربية المفقود،  حيث لو وجدها  الوالدين توفر عليهم الكثير من العناء التربوي ولحفظوا أولادهم من الاتجاه نحو السلبية، إلا وهي تربية أولادهم على التعرف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فحتماً لو أعطيت هذه التربية قدرها لساعدت الوالدين واخرجتهم من العناء التربوي ، وحينما يتعرف الطفل على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قد يتعلم هو والديه على حد سواء صفات الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه سلوكه ومعاملته وعدالته وقوته وجهاده وتضحياته  وأساليبه ...إلخ   ومن المحزن أن نرى كثير من أبنائنا  من لا يعلم  من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهم لا  يلاحظون لفقدان هذه السيرة عن الوالدين ، إما لجهلهما بها  أو الغفلة عنها، وتَتبعَ ذلك مدارسنا التي تكاد أن تكون ضعيفة جداً في هذا النوع من التوجيه التربوي بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم إن لم يكن معدومة في بعضها و للخروج من هذه الحالة يترتب على الوالدين أولاً الاهتمام بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال وسائل المقروءة والمسموعة والمرئية المتوفرة من خلال وجود الوسائل التكنولوجية والنت والكتب وغيرها ، وتناولها سهلاً، ومن ثمَّ توجيه أبنائهم  ومتابعتهم لاكتساب تلك التربية المفقودة باستخدام شتى الوسائل الممكنة التي تساعد الأبناء من تشربها.  أما مدارسنا   فهي مسؤولية ارباب التربية،  وواضعي المناهج التربوية، ولا بد من وزارات التربية والتعليم التنبيه لتلك التربية المفقودة، وإقرارها في مناهجنا ومدارسنا .

فكل هذا ممَّا يساعد على إنجاب الشاب الإيجابي الصالح والمصلح للمجتمع والبيئة المحيطة به .


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023