كل المؤشرات على الأرض: إيران تنوي معارضة غزو تركي لسوريا

موقع نتسيف نت
ترجمة حضارات



منذ أن "كشف" الرئيس التركي عن استعداد جيشه لاجتياح شمال سوريا من أجل دفع المليشيات الكردية المسلحة من العمل على الحدود الجنوبية لبلاده، وهو إجراء تعارضه إيران بشدة؛ لأنه يقوض سلطتها الحصرية على الأرض السورية وترى في ذلك عملاً يقوض محاور حكمها المنتشرة في جميع أنحاء سوريا تحت سيطرة نظام الأسد.

إيران، التي حاولت الجانب الدبلوماسي بشكل أساسي، بمساعدة روسيا، لتحفيز تركيا من غزو شمال سوريا والسيطرة على القطاع بأكمله القريب من حدودها الجنوبية، سرعان ما أدركت أن الزعيم التركي "لم يحسبهم" وأنه كان مصمماً على تنفيذ "عمليته".

منذ أكثر من عام، تستعد إيران بمساعدة الميليشيات الشيعية الموالية لها، التي انتقلت من المنطقة الحدودية مع العراق في شرق سوريا، مقابل جنوب تركيا، للتقدم بقواتها نحو منطقة الصراع بنية مساعدة الجيش السوري على إحباط العمليات العسكرية التركية.

وكجزء من هذه التقييمات، تم نقل آلاف المقاتلين الشيعة بمعداتهم الخفيفة والمتوسطة إلى شمال سوريا، وخاصة إلى محافظة حلب. كما نقلت إيران صواريخ باليستية متوسطة المدى إلى شمال سوريا قادرة على إصابة أهداف في جنوب تركيا.

كما سيطرت إيران على العديد من المطارات العسكرية السورية (مثل "النيرب" بالقرب من مدينة حلب) ووضعت هناك طائرات مسيرة انتحارية وطائرات استطلاع وجمع معلومات استخبارية سيتم تفعيلها عندما تقرر تركيا غزو شمال سوريا.

من الواضح للإيرانيين أن كل القوات التي تمركزوها في شمال سوريا لن تكون قادرة على مواجهة الآلة العسكرية التركية الجبارة، لكن عندما يكون لديهم وعد روسي بمظلة جوية فعالة من القوات الروسية المتواجدة في مطار الحميميم. على الساحل السوري في غرب البلاد، يقدرون أن القوات ستكون قادرة مع الجيش السوري على تشكيل مقاومة مناسبة للغزو التركي، بادئ ذي بدء، تنطلق في خطوة عسكرية مثيرة للجدل.

على الرغم من أن الأخبار بدأت في الأيام الأخيرة تنتشر بأن تركيا، تحت ضغط روسي، تتخلى عن خيار عسكري في شمال سوريا، لكن الإيرانيين لا يلتزمون الصمت. 
وتورد وسائل الإعلام السورية المزيد والمزيد من التعزيزات الإيرانية، من بين المليشيات الشيعية العاملة في شرق سوريا، تصل إلى محيط محافظة حلب وتستعد هناك لمواجهة أي شر من الشمال، إلى جانب تجهيز تعزيزات كبيرة من الجيش السوري في شمال البلاد لكل الاحتمالات.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023