اسرائيل هيوم
دانييل سيريوتي
ترجمة حضارات
15-8-2020
ما الذي جعل الامارات تحسم أمرها وتوّقع اتفاق تاريخي مع إسرائيل؟
منذ الثورة الإسلامية في العام 1979، ماتزال البلاد في حالة توتر مع الإيرانيين لم يخشى ولي العهد الأمير محمد بن زياد إعلان الجمهورية الإسلامية "دولة معادية"
منذ إعلان الاستقلال في عام 1971، كانت الإمارات العربية المتحدة في حالة توتر مستمر مع جارتها إيران، التي استولت على جزيرتي أبو موسى وطنب، التي تعتبرها الإمارات جزءًا لا يتجزأ من أراضيها السيادية ،أدت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 و صعود آيات الله في الجمهورية الإسلامية إلى زيادة التوترات بين الدولتين، فضلاً عن مخاوف الإمارات العربية المتحدة وإمارات الخليج العربي الأخرى مثل البحرين من الغزو الإيراني لأراضيها واستيلائها على صناعة النفط في الخليج العربي ، لقد عمّق البرنامج النووي الإيراني والحرب التي شنتها إسرائيل لوقفه التعاون السري الذي جرى في العقود الأخيرة بين إسرائيل وإمارات الخليج العربي، السعودية والإمارات والبحرين. وقد أُجبرت الأخيرة خلال "الربيع العربي" على مواجهة محاولات طهران لدفع الأغلبية الشيعية في الإمارة الصغيرة للإطاحة بالنظام الملكي البحريني ، فقط تدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى داخل مجلس الخليج الفارسي الذي أرسل قوات عسكرية إلى العاصمة البحرينية المنامة أدى إلى وقف محاولة الانقلاب في الإمارة الجارة.
أدت هذه الأحداث إلى تعميق التعاون بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ، من يقف خلف توحيد الإمارات وقصة نجاح الإمارة هو زعيم اتحاد الامارات السابق أمير أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لم يكن يخشى إعلان إيران دولة معادية وتعميق وتوطيد علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة وحلفائها بما فيها إسرائيل .
في العام 2004، وعن عمر يناهز 86 عامًا، توفي أمير أبو ظبي، الذي ترأس اتحاد الإمارات منذ إعلان استقلالها، وانتخب نجله الشيخ محمد خليفة بن زايد أهل نهيان، المعروف باسم محمد بن زايد، بالإجماع لرئاسة الإمارات. واصل بن زايد طريق والده، وفي مواجهة أحداث الربيع العربي والتغيرات السياسية والجغرافية في المنطقة، عزز وعمق العلاقات مع محور الدول العربية السنية المعتدلة، خاصة مصر والسعودية، وكذلك مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
في السنوات الأخيرة، أصبحت العلاقات السرية مع إسرائيل تخرج إلى العلن ،لكن في العام الماضي، كانت هناك بعض الخلافات بين السعودية والإمارات عقب قرار الإمارات إنهاء مشاركتها في الحرب التي يخوضها السعوديون ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. مع ذلك، حتى هذه الخلافات لم تشكل عقبة أمام العلاقة الوثيقة بين الإمارات والسعودية والبحرين وذلك بسبب التهديد الذي تشكله إيران والتعاون الأمني الاستخباري مع إسرائيل والولايات المتحدة لوقف البرنامج النووي الإيراني.
التعاون بين إمارات الخليج الفارسي وإسرائيل توسع ليشمل مجالات الطب، والاقتصاد والزراعة وإنتاج المياه للشرب والري وهذه ضرورية لإمارات النفط الصحراوية الغنية مثل الهواء للنَفس .
مثله مثل السعودي محمد بن سلمان، فإن ولي عهد الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، علم أن اتحاد الإمارات لن يكون قادرًا على الاعتماد على عائدات النفط وحدها، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت السياحة في الإمارات العربية المتحدة تتزايد وتتسارع بشكل مثير للإعجاب ،يعد مطار إمارة دبي من أكبر المطارات وأكثرها ازدحامًا في العالم، ويقع بالقرب من أعلى برج في العالم، برج خليفة. أيضاً مسجد الشيخ زايد، الذي تبلغ مساحته 120 ألف متر مربع ويتسع لقرابة 50 ألف مصلي؛ متحف اللوفر في أبو ظبي، الذي يعرض بعض أهم الأعمال الفنية والاكتشافات الأثرية في العالم؛ جزر اصطناعية والمجمع الديني "أبناء إبراهيم" الذي يجري بناؤه حاليا وسيضم مسجدا وكنيسة وكنيس يهودي، كتكريم للديانات السماوية الثلاث .
بعد حرب الخليج في عام 1991، بدأ اتحاد الإمارات في الانفتاح على العالم الغربي والعائدات والأرباح الضخمة من النفط استثمرتها في مختلف العقارات المدرة للدخل وعلى رأسها شركة طيران الامارات، وتطوير السياحة الداخلية والتي تعد وجهة الأغنياء والراغبين في الاستجمام.