التصعيد في الجنوب: اسرائيل وحماس في طريقهما إلى الحسم

أليئور ليفي
يديعوت أحرونوت
ترجمة حضارات


وضع الطرفان معيارًا واضحًا: ستستمر حماس في استخدام البالونات طالما أن قطر لا تضمن استمرار المنحة، ولن توقف إسرائيل الهجمات طالما أن حماس تطلق البالونات.
 تتضمن هذه المعادلة المعقدة توقف محطة الطاقة عن العمل بسبب الحظر المفروض على إدخال الوقود.
 اليوم: سيحاول المصريون إطفاء ألسنة اللهب.

يقترب التصعيد التدريجي بين إسرائيل وحماس من نقطة حاسمة: في غزة والقدس، تم تحديد ساعات مساء اليوم (الاثنين) كنقطة زمنية حرجة سيتم فيها توضيح ما إذا كان الطرفان يسارعان إلى جولة عسكرية عنيفة، أو بدلاً من ذلك إطفاء ألسنة اللهب والهدوء مرة أخرى.

من المتوقع أن يدخل وفد من كبار مسؤولي المخابرات المصرية قطاع غزة اليوم ويلتقي بقيادة حماس بقيادة يحيى السنوار. 
سيهبط أعضاء الوفد في إسرائيل ويصلون إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز، ومن المرجح أن يلتقون بقادة الأجهزة الأمنية الاسرائيلية قبل وبعد الاجتماع في غزة. هدف الوفد هو نقل الرسائل وخفض التوتر لإعادة الطرفين إلى تفاهمات التهدئة.
بدأ التصعيد التدريجي الذي بدأته حماس في قطاع غزة لأن قطر أرجأت قرارها بمواصلة آلية المنحة الشهرية الممنوحة لقطاع غزة، والتي انتهت في سبتمبر. يذكر أن المنحة تتكون من دفعة شهرية قدرها 100 دولار لمائة ألف أسرة محتاجة في قطاع غزة، ودفعة شهرية لشركة وقود إسرائيلية تقوم بتحويل الديزل لتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة.

كلا الجانبين - إسرائيل وحماس - وضعوا حتى الآن عتبة واضحة لا يستطيعان التراجع عنها. 
لن تتوقف حماس عن اطلاق البالونات والمضايقات الليلية على السياج ما دامت قطر لا تضمن لها استمرار وجود آلية المنحة، ولن تتمكن إسرائيل من وقف الهجمات في قطاع غزة طالما استمرت حماس في اطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة وإلقاء المتفجرات على السياج.

ولكن الآن تدخل مشكلة جديدة على المعادلة: يوم الثلاثاء ، سيتم توقيف محطة توليد الكهرباء وسيدخل جزء كبير من قطاع غزة في الظلام. 
أوقفت إسرائيل إدخال الوقود لتشغيل المحطة في وقت مبكر من يوم الخميس، ووصل المخزون إلى الصفر تقريبًا.
 اغلاق محطة الكهرباء سيخلق ضغطا داخليا في قطاع غزة لن تتمكن حماس من احتوائه لفترة طويلة وتظهر التجارب السابقة أنها تفضل تحويل مسار النار الى الخارج حتى على حساب جولة عنيفة.

حتى يوم أمس، تم تفادي إطلاق صواريخ من غزة خلال التصعيد التدريجي. 
أدت إصابة وحدة الإرباك على السياج، بالإضافة إلى إصابة عارضة لمدنيون في إحدى الغارات الجوية في نهاية الأسبوع، إلى إطلاق صواريخ على سديروت في منتصف الليل.

هذه المرة أيضا، حماس لم تكن وراء إطلاق النار، بل عناصر من ميليشيا الجهاد الإسلامي المستقلة التي لا تقبل سلطة التنظيم من جهة، وتتلقى منها من جهة أخرى، بغمزة الضوء الأخضر لإطلاق الصواريخ. في هذا الأسلوب - حماس تعلم أن هناك من يقوم بهذا العمل نيابة عنها، ومن ناحية أخرى تدعي بقوة أنها ليست هي من يطلق النار.
تفضل حماس إبقاء التصعيد تحت السيطرة وفي مستوى مقبول لا يؤدي الى جولة من التصعيد، ولكن أحياناً الرغبات شئ والواقع شئ آخر.

 عانى التنظيم من الضربات الجوية لليوم الخامس على التوالي، والتي تزداد حدة في كل مرة.
 في نهاية المطاف، هناك نقطة لن تكون فيها حماس قادرة على كبح جماح حجم الهجمات ومن هناك ستكون الطريق معبدة إلى التصعيد.

لكن هناك احتمال آخر: إذا نجح الوفد المصري وقطر في إقناع حماس بتلطيف ردودها إلى حد إيقافها مقابل إعادة آلية المنحة، فهما سيضمنان أن إسرائيل تعيد فتح مناطق الصيد تدريجياً وتعيد إمدادات الوقود إلى محطة الكهرباء.
 قد تساعد الخطوات المحسوبة والدقيقة لحسن النية لكلا الجانبين الى النزول عن الشجرة واعادة الهدوء إلى الحدود.
يبدو لغاية الآن أن فرص التصعيد أو الهدوء متساوية ، لكن غدًا سيكون من الممكن تقييم الاتجاه الذي يسير فيه الطرفان بشكل أفضل.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023