تمرين إيراني يحاكي إغلاق مضيق هرمز
إسرائيل ديفينس-إيال فينكو





في 19 كانون الثاني (يناير)، جرت مناورة بحرية لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني. 
وقال قائد البحرية الأدميرال علي رضا لوكالة الأنباء الإيرانية إنه تم في إطار التمرين استخدام وسائل حربية عديدة ومتنوعة منها مروحيات بحرية أطلقت صواريخ بحرية وطائرات بدون طيار من مختلف الأنواع أسقطت أسلحة دقيقة وحتى الغواصات الجديدة بدون طيار.

وتُظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني صواريخ أطلقت من طرازات C-704 وعائلة صواريخ هانور من منصات إطلاق ساحلية وسفن صغيرة.

وكانت المهام العملياتية التي تم ممارستها كجزء من التمرين هي الحرب السطحية بما في ذلك بناء صورة بحرية وإطلاق الصواريخ والقذائف على هدف وهمي، وإغلاق مضيق هرمز عن طريق زرع الألغام البحرية والحرب المضادة للغواصات.

ومن السمات الرئيسية الأخرى للتمرين الدفاع الساحلي، وهي سمة شاركت فيها الغواصات غير المأهولة كوسيلة للهجوم ضد قوات الحفة، وبطاريات دفاع جوي لمنع التفوق الجوي الأمريكي وقوات المشاة، التي مارست هجومًا بريًا ضد القوات البرية، ويعد استخدام الغواصات بدون طيار بهذه الطريقة جديدًا وربما تمت صياغة نظرية التشغيل مؤخرًا فقط.

من جانبها تقوم البحرية التابعة للحرس الثوري بإجراء تمرين سنوي خلال الفترة من يناير إلى فبراير منذ حوالي عشرين عامًا، حيث يتم عرض قدراتها المختلفة، للقتال متعدد الأبعاد، فوق الماء وتحت الماء وفي الجو وعلى الأرض. 
وتمثل هذه التدريبات فرصة للبحرية لرفع مستوى الاستعداد التشغيلي لقواتها وكذلك لاختبار أنظمة القتال الجديدة والأسلحة والمفاهيم القتالية.



تهدد إمدادات النفط العالمية



بالإضافة إلى ذلك، في كل مرة يرتفع فيها مستوى التوتر السياسي أو العسكري مع الأمريكيين، يخرج السلك لإجراء مناورات استعراضية، أهمها إغلاق مضيق هرمز ومنع الغزو الأمريكي للبلاد.
ويعتبر مضيق هرمز من الأهمية الاقتصادية على المستوى العالمي، حيث يشق حوالي 30٪ من استهلاك النفط العالمي طريقه عبر مضيق هرمز، لذا فإن إغلاقه يشكل بالضرورة تهديدًا للاقتصاد العالمي وللأمريكيين.

وفي نهاية شهر ديسمبر الماضي، عشية العام الجديد، أجرى سلاح البحرية النظامي الإيراني تدريبات مماثلة عُرفت باسم "Zolfakar 1401". ونفذت التدريبات الدفاع الجوي والقتال السطحي والحرب ضد الغواصات والتدريبات الدفاعية من قبل مشاة البحرية الإيرانية.

لكن ما جذب الانتباه في تدريبات البحرية النظامية كان في الواقع مخططًا لمهاجمة أهداف في الميناء. بالنسبة للتمرين، بنى الإيرانيون نموذجًا لقاعدة عسكرية على أحد شواطئهم، يذكرنا بالقاعدة البحرية في إيلات، حيث ترسو سفينة Sa'ar 6 في أحد أرصفتها.

وخلال المناورة، تم إطلاق طائرات أبابيل الانتحارية من طراز أبابيل باتجاه نموذج السفينة المتمركزة في الميناء، وتم إطلاقها من سفينة مدنية تم تحويلها إلى حاملة طائرات بدون طيار.
 في هذا الجانب، استعرضت البحرية الإيرانية نظريتها التشغيلية للسفن التي دخلت الخدمة العام الماضي.

فيما يتعلق بنموذج قاعدة إيلات وسفينة سار 6، غالبًا ما يبني الإيرانيون نماذج لأهداف في التدريبات العسكرية، على سبيل المثال في أواخر عام 2021 تم إجراء تمرين إطلاق صاروخ على هدف وهمي، على غرار المنشأة النووية في ديمونا وفي 2020 أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة في التدريبات الإيرانية على نموذج حاملة طائرات أمريكية.

ويتدرب الأسطولان الإيرانيان ويظهران قدرات واستعدادات عملياتية، بينما تخوضان معارك سياسية مع الحاكم الأعلى حول مهامهما التشغيلية ومواردهما ومكانتهما.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023