كيف سيرد الفلسطينيون على مجزرة جنين؟
الرد على مجزرة الاحتلال ضد أبناء شعبنا وتحديداً التي حصلت في الشهر الأخير حيث استشهد أكثر من 30 فلسطينياً وكان آخرها اليوم في جنين هو واجب ديني ووطني وأخلاقي وإنساني، وإلا فإن الاحتلال سيستمر في اعتداءاته دون وازع أو رادع، والأولوية تقع على عاتق مقاومي الضفة الغربية الذين من المفترض أنهم يمتلكون من الشجاعة والقدرات والإمكانيات ما يحقق لهم ذلك، إن تعذر هذا الأمر بسبب أو لآخر فعلى الكل الفلسطيني أن يرد على الاعتداءات، فلا ينبغي أن تمر الجرائم دون عقاب، أو أن يطمئن الاحتلال، بالمقابل بأن الرد لن يكون إلا من الضفة، فسيف المقاومة في غزة الصمود يجب أن يبقى مشرعاً في كل الأحوال، وذلك حتى يحسب الاحتلال حساب قبل قيامه باعتداءٍ أو جريمةٍ على أبناء شعبنا في الضفة والقدس، أما استخدام هذا السيف المشرع من عدم استخدامه يخضع لحسابات قيادة المقاومة الشجاعة والمؤتمنة، والتي أظهرت ذلك بوضوح في السنوات الأخيرة مع الأخذ بالحسبان بأن استمرار المجازر الإسرائيلية قد يجبر المقاومة في غزة على رد عسكري في لحظة من اللحظات.
لا يبدو وللأسف الشديد إعلان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" جدياً، وإنما لامتصاص غضب الشعب الفلسطيني، وخشية أن يتم توجيه هذا الغضب ضد من يعتبره الشعب حليفاً للاحتلال، وأقل جديةً من ذلك هو دعوة أبو مازن للوحدة وطنية علماً بأن وحدة المقاومة الفلسطينية تتعزز ميدانياً بين كافة أبناء الشعب الواحد، بعيداً عن شعارات المصالحة والوحدة بين الفصائل التي يتم استخدامها سياسياً بصورة محزنة من قبل القيادة الرسمية للشعب الفلسطيني، وقد تتوجه القيادة الرسمية لمحكمة لاهاي وذلك أضعف الإيمان.
قد يكون ارتفاع معدل اعتداءات الاحتلال هو جزء من مخططات أو توجهات إسرائيلية تقودها الحكومة الأكثر تطرفاً وفاشية في تاريخ الاحتلال، والتي عبر عنها بن غفير بتصريحاته قبل يومين بأن حارس الأسوار أو سيف القدس2 على الأبواب، وهذا قد يعني بأن بن غفير وهو رجل غير متوقع، وسموتريتش وهو أيدلوجي متطرف ينويان تصعيد الاعتداءات، وهما يدركان تماماً بأن الرد الفلسطيني سيكون عاجلاً أم آجلاً قاسياً كقسوة سيف القدس على الإسرائيليين، ويبقى السؤال مفتوحاً هل ستسمح قوى "التهدئة التكتيكية" في "إسرائيل" وعلى رأسها قوى المركز واليسار وكذلك الكابح الأمريكي لهذا التصعيد أن يحدث؟
أي أن يعطّل مخططاته الأعمق والأخبث ضد القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها بما فيها إيران؟
بقلم ناصر ناصر
26-1-2023