عودة الولايات المتحدة للمحادثات النووية

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



عودة الولايات المتحدة للمحادثات النووية 

لم تسقط قضية الاتفاق النووي بين إيران والقوى من جدول الأعمال رغم كلام الرئيس بايدن بأن "العودة إلى المحادثات النووية مع إيران ليست من أولويات الإدارة"، وعلى الرغم من التقارير الواردة من كبار المسؤولين في الإدارة بأن "الاتفاق النووي مات".

لا تزال "إسرائيل" قلقة بشأن احتمال عودة إدارة بايدن إلى المحادثات النووية، وكانت هذه القضية في قلب محادثات رئيس الوزراء نتنياهو مع رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، الذي زار "إسرائيل"، وسيكون أيضاً محور اجتماعاته مع وزير الخارجية "توني بلينكين" الذي يزور المنطقة ومع الرئيس بايدن الشهر المقبل في واشنطن.

في تل أبيب قلقون من الاجتماع السري للمبعوث الأمريكي "روب مالي" مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، وذكرت قناة إيران الدولية: "أن روب مالي عقد عدة لقاءات مع السفير الإيراني سعيد إيرفاني".

ولم ينف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس التقرير وقال: "لدينا الوسائل لإيصال رسائل محددة إلى إيران عندما يكون ذلك في مصلحة أمريكا".

وبحسب ما قاله "رافائيل جروسي" -رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية- في 27 كانون الثاني/يناير: "تمتلك إيران ما يكفي من المواد لإنتاج عدة أسلحة نووية رغم أنها لا تمتلك مثل هذه الأسلحة حالياً".

وشدد على: "أن الغرب يجب أن يبذل جهوداً دبلوماسية لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية".

وفي ما قاله جروسي أمام لجنة بالبرلمان الأوروبي، كشف أن إيران تمتلك 70 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 %، وألف كيلوجرام أخرى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %، وأكد جروسي أنه سيذهب إلى المحادثات في طهران الشهر المقبل.

وتعمل الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي لمعاقبة إيران على قمع قوات الأمن الإيرانية الوحشي لمظاهرات "احتجاج الحجاب"، لكنها تواصل البحث معها في إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي.

هذا الحوار خطير لأن إيران تستمد منه التشجيع لأن الولايات المتحدة ليست عاقدة العزم على محاربتها في كل ما يتعلق بحماية حقوق الإنسان ومحاولتها تقويض الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط وتورطها في الـ"إرهاب" الدولي.

وقال مسؤولون أميركيون كبار: "إن انضمام إيران إلى المجهود العسكري الروسي في الحرب في أوكرانيا كان خطأً استراتيجياً، لكن إدارة بايدن تلعب لعبة مزدوجة وما زالت تجري حواراً مع الإيرانيين، ويشير انضمام إيران إلى محور روسيا والصين أنها غير معنية باتفاق نووي جديد مع القوى، فلماذا يستمر الرئيس بايدن في التودد إلى إيران؟ 

أحد تفسيرات ذلك أنه يريد أن يُظهر للشعب الأمريكي أن الرئيس ترامب قد أخطأ عندما انسحب من الاتفاق النووي، وأن إدارته يمكن أن توقع اتفاقية نووية أفضل مع إيران.

لا تزال إيران تشكل خطراً على السلام العالمي، ومن الناحية العملية فقد أصبحت بالفعل "دولة عتبة" نووية تثير أيضاً صراعات دولية مثل الحرب في أوكرانيا.

يواصل المرشد الأعلى "علي خامنئي" سياسة قيادة بلاده لتصبح قوة إقليمية ستصدر أفكار الثورة الخمينية إلى العالم السني باستخدام العنف والـ"إرهاب"، وستمنح الأسلحة النووية إيران المظلة الأمنية لمواصلة هذه السياسة دون خوف بما في ذلك محاولة تدمير دولة "إسرائيل"، بالإضافة إلى "الخاتم الخانق" الذي أقامه قاسم سليماني حولها من خلال عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ التي استهدفتها من لبنان وسوريا واليمن والعراق وقطاع غزة.

التحدي الرئيسي لحكومة نتنياهو هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي موجود بالفعل في متناولها، والحوار مع الإدارة الأمريكية مهم للغاية على الرغم من الخلافات في الرأي بين البلدين، يقول مسؤولون أمنيون كبار إن "إسرائيل" بحاجة الأسلحة الأمريكية المتقدمة من أجل الحصول على خيار عسكري فعال لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، إذا أصبح ذلك ضرورياً، فإن رئيس الوزراء نتنياهو سيفعل كل شيء في العامين المقبلين حتى نهاية ولاية الرئيس بايدن لتجنب النزاعات غير الضرورية مع الإدارة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023