معهد بحوث الأمن القومي
السفير د. عوديد عيران
ترجمة حضارات
تمت إضافة جبهة جديدة إلى الصراع بين القوى في الأسابيع الأخيرة، عندما حذرت الولايات المتحدة الصين من عواقب بيع الأسلحة التي تنتجها إلى روسيا.
لا يكاد يوجد أي منتدى دولي اقتنص فيه وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكين، الفرصة لإصدار التحذير علنًا.
تكمن خلفية القلق الأمريكي بشأن مساعدة الصين لروسيا في زيارة بوتين للصين في أوائل فبراير 2022، قبل ثلاثة أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث نشر هو ومضيفه "شي جينغ بينغ" منصة أيديولوجية لتعاون واسع من شأنه أن يشهد تغيير في النظام العالمي، واتفقوا أيضاً على شراكة بلا حدود.
تسببت قضية البالونات المصنوعة في الصين والتي اعترضتها الولايات المتحدة في أجوائها في تأجيل زيارة بلينكين للصين، ولكن من أجل نزع فتيل التوترات، اتفق البلدان على أن "بلينكين" و"وانغ يي"، وسيجتمع وزير خارجية الصين حتى وقت قريب وتمت ترقيته إلى عضو في مجلس الدولة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.
في الاجتماع (18 فبراير)، الذي أدى إلى زيادة التوترات فقط، أثار بلينكين قضية مبيعات الأسلحة، ووفقًا له، "بناءً على المعلومات التي تفيد بأن الصين تنوي تزويد روسيا بمعدات فتاكة في مجهودها الحربي في أوكرانيا، فإننا حذرنا صراحة الصين من عواقب ونتائج تقديم مثل هذه المساعدة".
وأوضح بلينكين أنه من بين الخطوات التي ستتخذها بلاده إذا زودت الصين بالفعل أسلحة فتاكة، ستكون هناك عقوبات على الشركات والأشخاص المتورطين فيها.
بل إن بلينكين زعم أن الصين لا تستطيع -من ناحية- اتخاذ مبادرات لإنهاء الحرب، ومن ناحية أخرى، توفير الأسلحة التي ستسمح لروسيا بمواصلة حربها في أوكرانيا.
ردت الصين بغضب على هذه الاتهامات، وربما أيضاً على الحملة العامة التي تشنها الولايات المتحدة ضدها بشأن هذه القضية وغيرها، وادعت أن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة على اتهاماتها وأنها هي التي تعقد الحرب في أوكرانيا عندما تزود أوكرانيا بكميات كبيرة من الأسلحة.
الآن علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت الصين قد فكرت بالفعل في تزويد روسيا بأسلحة هجومية وإلى أي مدى سيحفز الدعاية للتحذير من التوبيخ من الولايات المتحدة على الرد بتحد وتجاهل الطلب الأمريكي.