عيد المساخر في حوارة: ضرب وإزعاج وأغاني ورقصات

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات



لمدة ساعة ونصف تقريبًا، احتفل عشرات المستوطنين والجنود بعيد البوريم في بلدة حوارة، لا يوجد مكان أفضل من حوارة للاحتفال بالعيد، التي حُفرت بالفعل في الذاكرة كتاريخ محدد لكارثة قاتلة، بعد 29 عامًا من مذبحة الحرم الإبراهيمي التي حدثت هناك.

وكانت اشتباكات يوم أمس متوقعة. لم يتطلب الأمر حتى معلومات استخباراتية جيدة لفهم أن المشاغبين سوف يسعون للاستفادة من العيد لاستكمال أعمال التدمير والضرر والقتل التي ارتكبوها قبل أسبوع فقط.

وبالفعل، كان جنود الجيش الإسرائيلي هناك، وبدا للحظة أنه قد تم تعلم الدرس، وأنه سيتم تطبيق الاستنتاجات من أحداث حوارة، وسيتم ضبط المستوطنين، وستتوقف أعمال الشغب وسيشعر السكان الفلسطينيون أنهم قادرين على الشعور بالأمان، ولكن لم يحدث شيء من هذا.



قام البلطجية بعملهم الخاص في البلدة، حيث قاموا بتحطيم النوافذ وضرب السكان، وليس ذلك فحسب؛ بل حصلوا على دعم ومساعدة الجنود الذين اشتركوا بالغناء والرقص معهم بما يليق بحفلة عيد المساخر المبهجة.

لا يوجد تفسير محتمل لسلوك الجنود المتهور، الرد المائي للجيش الإسرائيلي، الذي جاء فيه أن "سلوك المقاتلين لا يتماشى مع ما هو متوقع من الجنود في العمليات العملياتية"، ليس أكثر من إضافة خطيئة إلى الجريمة.



وبعد الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في منع الحرق العمد الذي وقع الأسبوع الماضي، وعلى خلفية التصريحات المقززة لوزير المالية والوزير المسؤول عن المستوطنين في الضفة الغربية، بتسلئيل سموتريتش -الذي دعا إلى محو حوارة وعرّف عمل المستوطنين بأنه "جريمة قومية" وليس إرهابًا- من المشكوك فيه أن يفهم الجنود ما هو متوقع منهم.

هل يجب عليهم الانصياع لـ "قيم الجيش الإسرائيلي" أم أن روح القائد سموتريتش هي التي يجب أن ترشدهم في أنشطتهم؟

أحداث حوارة، التي تحولت إلى سلسلة من الأحداث، ليست معركة محلية "عابرة" بين المستوطنين والفلسطينيين، من النوع الذي يحدث مئات المرات في السنة.

 إن رد الفعل المهيج للإدارة في واشنطن، والذي لم يسبق له مثيل في خطورته، هو علامة واضحة على التهديد السياسي والأمني الذي تشكله مثل هذه الأحداث على "إسرائيل"، في مواجهة هذا التهديد، ليس لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إجابة.

كما أن الإدانة الضعيفة التي عبّر عنها لأعمال الشغب في حوارة لا تتناسب إطلاقاً مع حجم الخطر، لن تردع المستوطنين ولن تفعل شيئاً لإقناع الجنود بأن التعاون مع المستوطنين في أعمال شائنة لا "ينسجم" مع ما هو متوقع منهم.

رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ووزير الحرب يوآف غالانت يجب أن يفهموا أن المعركة هنا ليست ضد الإرهابيين اليهود فقط، ولكن أيضا ضد وزراء الحكومة الذين يرعون ويدعمون المجرمين.

فإذا كانوا يريدون الحفاظ على الجيش الإسرائيلي وقيمه؛ فعليهم القضاء على "أخوة المقاتلين" بين المستوطنين والجنود، ومعاقبة أولئك الذين لا يفهمون مهمتهم، والقضاء على الروح الشريرة التي يمكن أن تحول الجيش الإسرائيلي إلى عصابة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023