يجب تجريم البلطجية وتقديمهم للقانون

هآرتس
ترجمة حضارات



"كنا على يقين من أنهم سيقتلوننا في أي لحظة، انتظرنا بهدوء، في ظلام دامس، دون أن نتحرك، أزلنا جميع شعارات الاحتجاج واستعددنا للجري، وبعد نصف ساعة فتحنا الباب، لم نعرف ما كان في الخارج، قبل لحظة كانت هناك مسيرة وكانوا بالسكاكين والهراوات، يريدون قتلنا ".

هكذا وصف الفتى يوفال، أحد المتظاهرين ضد الانقلاب، لحظات الرعب التي عاشها هو وأصدقاؤه يوم الأحد من هذا الأسبوع في القدس، بعد أن اضطروا للاختباء في مصعد من رعب مشاغبي اليمين. ("هآرتس"، 28/3).




الأوصاف والشهادات التي قدمها مراسلو "هآرتس" هذا الأسبوع مثيرة للرعب، رسائل تهديد من نشطاء اليمين على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو لتجهيز أنفسهم بالسلاح والسكاكين والبلطات والهراوات والبنادق، ودعوة "لرش" المتظاهرين و "تلقينهم درسًا على الثلاثة أشهر كاملة"، وأوصاف أخرى، تتكرر من أفواه المحتجين الذين اضطروا للهروب من بلطجية اليمين. 
كان مركز العنف، كالعادة، في القدس، حيث تعرض السكان الفلسطينيون أيضًا لهجمات عنيفة مروعة لكونهم فلسطينيين فقط، ولم يترددوا حتى في ضرب الصحفيين، وحتى في الشمال، أقيمت حواجز لليمين، وقام هؤلاء بالتمييز والانتقاء وفقًا للانتماء السياسي، كما تعرض بعضهم للضرب في وسط البلاد.

فيما كانت بلطجية اليمين الأساس الذي يمر عبر كل هذه الشهادات والأوصاف، والخوف الذي تسببوا به للمتظاهرين، وتقاعس الشرطة، ولم يكن بعض المهاجمين ينتمون إلى أي منظمة، ولكن في الغالبية العظمى من الهجمات، من الواضح أن هناك منظمة وراءهم. تسمى هذه المنظمة أحيانًا "لا فاميليا" (رابطة مشجعي فريق بيتار القدس الصهيوني) وأحيانًا لهافا (وهي منظمة هدفها منع الزواج أو العلاقات العاطفية بين الفتيات اليهوديات وبين غير اليهود)، لو كانت هاتان المنظمتان البغيضتان تعملان بمثل هذه الأساليب في أوروبا؛ لكان تم تصنيفهما على أنهما منظمات نازية جديدة، ولتم إخراجهما خارج القانون، وهكذا ينبغي معاملتهما في "إسرائيل"، وبعد سنوات من الهجمات الإجرامية، حان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة ضد لا فاميليا ولهافا "الكو كلوكس كلان" (منظمات أخوية نازية تنشط في أمريكا) الإسرائيلي.

ربما لم يرسل قادة الأحزاب اليمينية، بقيادة بنيامين نتنياهو، هؤلاء البلطجية للهجوم، لكنهم بالتأكيد دعموا أفعالهم بصمتهم المشين. الآن حتى الإدانة لن تعالج أي شيء، فقط تجريم جميع المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.




جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023