البرنامج الفضائي الإسرائيلي .. أي دور وأي أهداف!

مقدمة:

لم تحظَ عملية إطلاق القمر الصناعي الإسرائيلي "أفق 13 "قبل أيام، بالتغطية الإعلامية المناسبة، التي توازي الاهمية "العملانية" لهذا الحدث الهام، ولم يتم الإشارة لهذا التطوّر سواء على مستوى المضمون، أو التوقيت، بالشكل الذي اعتدنا عليه في مثل هكذا أحداث، قد تكون الاحتجاجات الصاخبة التي تشهدها الساحة الداخلية "الإسرائيلية"، قد استحوذت على حصة الأسد من التغطيات الإعلامية، وأثّرت بشكل أو بآخر على موضوع إطلاق القمر الإسرائيلي، وقد يكون متخذ القرار "الإسرائيلي" قد تعمّد اختيار هذا التوقيت تحديداً لغرض في نفسه، ولكن في كل الأحوال يمكن وصف هذا الحدث بأنه تطور لافت، وحيوي، وسيكون له العديد من التداعيات والنتائج، خصوصاً على مستقبل المواجهة بين الكيان الصهيوني من جهة، وبين محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الاسلامية في إيران، من جهة أخرى لا سيّما وإن بيان وزارة الحرب الإسرائيلية وصف القمر بأنه الأكثر تطوراً من نوعه، وأنه يملك قدرات مراقبة فريدة عن طريق الرادار، وسيتيح للكيان جمع المعلومات الاستخبارية، بغض النظر عن أحوال الطقس وظروف الرؤية.  

في هذا المقال سنلقي نظرة متفحّصة على "البرنامج الفضائي" للكيان الصهيوني، وسنشير بكثير من التفصيل للقدرات الإسرائيلية على صعيد الأقمار الصناعية، وسنستعرض تاريخ عمليات الإطلاق التي بدأت قبل أكثر من 35 عاماً، إلى جانب المنشئات والقواعد التي تُستخدم في عمليات الإطلاق، غير متناسين بالتأكيد الأهداف الحقيقية لهذا البرنامج الذي يحظى بمتابعة خاصة وحثيثة، من أعلى المؤسسات القيادية في "إسرائيل". 

تمهيد عام:

أدركت "إسرائيل" مبكراً أهمية الفضاء بالنسبة "للدولة"، وحاولت منذ السنوات العشرة الأولى التي تلت تأسيسها، تلمّس طريقها في هذا الجانب الحيوي والحسّاس، لذلك بادر أول رئيس وزراء في الكيان الصهيوني "دافيد بن جوريون" في العام 1960، إلى إنشاء ما سُمّي آنذاك "باللجنة القومية لأبحاث الفضاء"، حيث كان الهـدف من إنشائها تهيئة الجو العام، الذي يؤدي بعد ذلك إلى وضع البنية الأساسية لبرنامج فضائي متكامل، وقد حث "بن غوريون" العلماء على إجراء أبحاث نظرية في هذا المجال، وتدريس الموضوعات المتعلّقة بالفضاء في المدارس والجامعات، والاستفادة مما يُنشر في دول العالم المختلفة، لاسيما المتقدّمة منها حول هذا الموضوع، وإقامة علاقات أكاديمية، بين العلماء الإسرائيليين ونظرائهم في تلك الدول، بعد وقت قصير أصدرت لجنة مكلّفة بوضع تصور عملي حول البرنامج الفضائي "لإسرائيل"، دراسة قدمتها لبن غوريون، حدّدت فيها المتطلبات الأساسية اللازمة للبدء في بناء برنامج فضائي متقدم، كان من أهم بنودها، توفير تمويل كافٍ يسهم في نجاح البرنامج، الذي يحتاج لتغطية مالية كبيرة، وإنشاء قاعدة علمية متكاملة، تشمل أبحاث فضائية وفلكية موسّعة، وحيازة صواريخ قادرة على التحليق إلى الفضاء لوضع الأقمار لصناعية في مداراتها، إضافة إلى وجود صناعات إلكترونية حديثة ومتقدّمة، مع ضرورة وجود تعاون وثيق مع وكالات الفضاء الأخرى، لا سيما في "الاتحاد السوفياتي"، وأمريكا، وفرنسا.

لقراءة المزيد: البرنامج الفضائي "الإسرائيلي ".. أي دور.. وأي أهداف!


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023