لماذا كثفت "إسرائيل" ضرباتها ضد سوريا؟

هآرتس
عاموس هرائيل
ترجمة حضارات





أعلنت إيران، بشكل غير عادي، مقتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني في غارة جوية إسرائيلية على منطقة دمشق، ليل الخميس والجمعة.

وبحسب وسائل إعلام عربية، هاجمت "إسرائيل" سوريا ثلاث مرات في الأيام الأربعة الماضية، كان آخرها في ساعة مبكرة من صباح (الأحد) في منطقة حمص وسط البلاد.

ووردت أنباء عن إصابة جنديين سوريين في الهجوم الأول، وهو الموقع الذي تعرض للهجوم مطار عسكري يجري فيه حزب الله تدريبات واختبار أسلحة.

ومنذ بداية مارس/ آذار، وقع ما لا يقل عن سبع غارات جوية في سوريا، وهو رقم أعلى من المتوسط ​​في الأشهر الأخيرة.

وزعمت أنباء لم يتم التحقق منها من شخصيات معارضة في سوريا عن مقتل خمسة من عناصر الحرس الثوري في الهجوم الذي وقع ليل الجمعة واستهدف مستودعات أسلحة للمليشيات المدعومة من إيران.

ومن جهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" بمقتل إيراني واحد، وهو مستشار عسكري اسمه ميلاد حداي، كما تم نشر صورته.

وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية، صباح اليوم، أن مستشارًا عسكريًا آخرًا، أصيب في الهجوم نفسه توفي متأثرا بجراحه.

وبحسب المنشورات في سوريا، فإن معظم الأهداف التي تعرضت للهجوم مؤخرًا مرتبطة بفيلق "القدس"، آلية الهجوم الخارجية التابعة للحرس الثوري الإيراني، المسؤولة أيضًا عن الارتباط بحزب الله.

يذكر بأنه في 13 مارس، وقع هجوم بالقرب من مفترق مجدو، عندما زرعت عبوة ناسفة ضد شاحنة، وأصيب مواطن عربي إسرائيلي بجروح خطيرة.

وفي وقت لاحق من ذلك الأسبوع، اتضح أن العبوة وضعت من قبل شخص عبر الحدود من لبنان ثم سافر جنوبًا على دراجة كهربائية، وقد قتل الجيش الإسرائيلي و"الشين بيت" الرجل في اليوم التالي للهجوم، بينما كان يحاول عبور الحدود إلى الأراضي اللبنانية.

التورط المحتمل لحزب الله في الهجوم تم التلميح عنه حتى الآن، ربما بالتعاون مع إحدى المنظمات الفلسطينية، ولم تنشر المؤسسة الأمنية بشكل رسمي بعد تقييمها لهذا الأمر.

ومع ذلك، فإن عدد الهجمات على أهداف إيرانية في سوريا قد يشير إلى جهة أخرى كانت مشاركة في الأحداث الأخيرة.

لقد كانت "إسرائيل" في الآونة الأخيرة قلقة من مشاركة إيران المتزايد في الهجمات ضدها، حيث قام الحرس الثوري وحزب الله بتحويل أموال للفلسطينيين في الضفة الغربية لتشجيعهم على تنفيذ العمليات.

في العقد الماضي، دأبت "إسرائيل" على مهاجمة سوريا أكثر فأكثر، في السنوات الأولى، كانت الهجمات موجهة بشكل أساسي ضد قوافل الأسلحة التي كانت تقوم بتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وفي السنوات الخمس الماضية، تم توجيههم بشكل أساسي ضد مواقع إنتاج الأسلحة ومخازن الذخيرة الإيرانية والميليشيات المرتبطة بها في سوريا، في المقابل، نُسبت بعض الهجمات على الأراضي اللبنانية إلى "إسرائيل".

ومن الممكن كما في السابق أن تفضل "إسرائيل" شن المعركة على الأراضي السورية وضرب أهداف إيرانية هناك، خوفًا من انزلاق المواجهة المباشرة مع حزب الله في لبنان إلى حرب، حتى لو لم ترغب الأطراف في ذلك.

 يحدث التصعيد الأخير في الشمال في حين أن "إسرائيل" لديها وزير دفاع مع وقف التنفيذ، ويمر اليوم أسبوع على إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قراره عزل وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه بسبب احتجاج جنود الاحتياط على الانقلاب.

واتهم نتنياهو غالانت بإظهار الضعف في مواجهة الرفض، من الناحية العملية، لم يتم إرسال أي خطاب إقالة إلى غالانت؛ لذلك من الناحية القانونية، لم تبدأ "دقات الساعة" حتى يتم إقالته من منصبه، بعد 48 ساعة من استلام الخطاب.

وفي نهاية الأسبوع أيضًا، جرت مفاوضات حول نص اعتذار سيصدره غالانت لرئيس الوزراء، حتى يوافق نتنياهو على إبقائه في منصبه.

عمليًا، من الممكن أن يكون نتنياهو أيضا في الفخ؛ لأن إقالة غالانت جلبت مئات الآلاف إلى مظاهرات عفوية في الشوارع وأجبرته على إعلان تجميد التشريع إلى ما بعد عطلة عيد الفصح في الكنيست.

وإذا نفذ قرار الإقالة، فقد يواجه نتنياهو مزيدًا من التدهور في النشاط الاحتجاجي، غالانت، في الوقت الحالي، مستمر في منصبه كالمعتاد على الرغم من الشك في إقالته.



الخوف من التصعيد



في غضون ذلك، في نهاية الأسبوع، كان هناك خطر اندلاع جديد في ساحة مألوفة، القدس، بطريقة يمكن أن تؤثر سلبًا على كل من الجمهور العربي في "إسرائيل" وما يحدث في الضفة الغربية.

أطلق رجال الشرطة النار وقتلوا، ليلة السبت، محمد العصيبي، شاب بدوي من بلدة الحورة في النقب، كان قد تخرج مؤخرًا من الدراسات الطبية، وأصيب العصيبي برصاصة في البلدة القديمة، قرب الحرم القدسي، في نهاية الجمعة الثانية من شهر رمضان.

وادعت الشرطة أنه حاول سرقة سلاح من ضابط شرطة. يقول أصدقاؤه إنه حاول حماية شابة عربية دخلت في جدال مع ضباط الشرطة.
حتى الآن لم يتم توزيع أي توثيق للحادث (يوجد مقطع فيديو يُسمع فيه حوالي عشر طلقات، من مسافة بعيدة) ومن الصعب تحديد أي من روايات الأطراف يمكن الاعتماد عليها، وإن ادعاء الشرطة، الذي لم يتم العثور على أي توثيق في منطقة متشابكة للغاية مع الكاميرات، يثير علامات استفهام خطيرة ويذكر بالحادثة التي قُتل فيها الشاب المصاب بالتوحد إياد الحلاق بالرصاص.

وحتى حادثة ليلة الجمعة، مرت أحداث العيد بصمت نسبي. في نهاية الأسبوع، دخل الآلاف من الضفة الغربية إلى القدس للمشاركة في الصلاة، وقد تؤدي مزاعم قتل العصيبي بدم بارد إلى سخونة الأجواء. وقالت مصادر أمنية لـ "هآرتس" إن المنطقة حساسة للغاية الآن، وحادث واحد مشحون يكفي لإحداث حريق كبير.

وشهد الأسبوع الماضي سبع عمليات إطلاق نار في الضفة الغربية من دون وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين. في نهاية الأسبوع القادم، يتقاطع عيد الفصح والجمعة الثالثة من رمضان معًا، فيما ستزيد الشرطة والجيش الإسرائيلي من القوات في القدس والضفة الغربية خوفا من التصعيد، أصيب ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عندما قاد سيارة ضابط في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية قرب قرية بيت أُمر، شمال الخليل، استشهد السائق بالرصاص، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنها كانت عملية دهس.

وتحذر المؤسسة الأمنية من أنه إذا حاول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اقتحام المسجد الأقصى المبارك، خلال شهر رمضان، فقد يكون هناك اشتعال وتصعيد للأوضاع.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023