رئيس السلطة الفلسطينية يعزز موقف ماجد فرج في معركة الخلافة

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


يواصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (88 عامًا) أسلوب "فرق تسد" بين قادة فتح المتنافسين في معركة الخلافة بعد خروجه من المسرح السياسي.

أبو مازن لا ينوي الانسحاب قريباً من منصبه؛ لكنه يلعب مع الكبار في قيادة فتح حتى يبقوا مخلصين له حتى خروجه من المسرح السياسي.

تم تقويض مكانة حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي كان المرشح الرئيسي لخلافة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية -مؤقتًا- إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، بعد تسريب تسجيل لوسائل الإعلام كان فيه تشهير وسب لمحمود عباس. وبحسب مسؤولين كبار في حركة فتح، فإن نشر التسجيل أضر بشدة بفرصه في أن يصبح خليفة.

قبل أيام قليلة، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تغيير في البند 4 من قانون المخابرات العامة الفلسطيني لعام 2005. يسمح التغيير للجنرال ماجد فرج بالبقاء في منصبه إلى أجل غير مسمى، وينص القسم الجديد على أن رئيس المخابرات العامة سيُعيّن من قبل رئيس السلطة الفلسطينية، وتنتهي ولايته وفقًا لقرار رئيس السلطة الفلسطينية بغض النظر عن عدد السنوات التي قضاها في منصبه.

بالإضافة إلى ذلك، يُعرَّف منصب رئيس المخابرات العامة على أنه منصب رفيع في السلطة الفلسطينية، ومثل مصر، يتمتع بصفة وزير.

جاء القرار الجديد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمثابة مفاجأة بين كبار قادة فتح وأعضاء مؤسسات الحركة وأثار غضبًا كبيرًا؛ لكن لا أحد من قادة الحركة مستعد للمخاطرة ومعارضة القرار علانية.

وقالت مصادر في فتح إن اللواء ماجد فرج نجح مؤخرًا في الاقتراب كثيرًا من رئيس السلطة الفلسطينية، الذي أصيب بخيبة أمل شديدة من قريبه المقرب حسين الشيخ، ويحاول تعزيز موقعه في معركة الخلافة.

كان من المفترض أن ينهي ماجد فرج منصبه ويحصل على تمديد لسنة أخرى فقط؛ لكنه نجح في إقناع رئيس السلطة الفلسطينية بتمديد ولايته لفترة غير محدودة، حتى يتمكن من التنافس في معركة الخلافة والانتخابات الرئاسية من موقع قوة.

وفقًا للقانون الأساسي الفلسطيني، فإن كل رئيس جهاز أمني في السلطة الفلسطينية سيخدم لمدة 4 سنوات فقط مع إمكانية تمديد البرلمان لمدة ستة أشهر أخرى؛ لكن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية حل البرلمان بمبادرة من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس.

وانتهت فترة ولاية ماجد فرج منذ حوالي 10 سنوات، وقد شغل هذا المنصب منذ عام 2009 وحل محل القيادي في فتح توفيق الطرواي.

قبل ذلك، شغل منصب رئيس المخابرات العسكرية، وحصل على قدر كبير من القوة السياسية بفضل علاقاته مع الشاباك الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية، ويُعد حاليًا أقوى رجل في السلطة الفلسطينية ويعدُّ نفسه خليفة لمحمود عباس.

وفقًا لمسؤولين كبار في حركة فتح، فإن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتمديد ولاية ماجد فرج إلى أجل غير مسمى هو نتيجة لطلب من "إسرائيل" وإدارة الرئيس جو بايدن والاتحاد الأوروبي.

القلق الإسرائيلي والدولي هو أن صحة رئيس السلطة الفلسطينية غير مستقرة وقد يدخل بشكل غير متوقع في حالة من العجز الطبي، الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك خليفة مؤقت على رأس السلطة الفلسطينية يمكنه تولي المنصب على الفور.

 كما تؤيد الدول العربية المعتدلة ترشيح ماجد فرج خليفة محتملاً لخبرته الأمنية الواسعة ورغبتها في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

ماجد فرج شخصية تحظى بقبول اللاعبين الدوليين والإقليميين، وشارك مؤخرًا في الاجتماعات الأمنية التي بدأتها الولايات المتحدة في العقبة وشرم الشيخ ويدعم الخطة الأمريكية للجنرال مايك فنزل لإنشاء قوة أمنية فلسطينية لمحاربة الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية.

اللاعبون النشطون حاليًا في معركة الخلافة هم حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللواء ماجد فرج، ومحمود العالول نائب رئيس حركة فتح، والأمين العام لفتح جبريل الرجوب، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، كل واحد منهم لديه مليشيات مسلحة في الميدان.

وليس من المستحيل، من أجل منع إراقة الدماء بعد خروج محمود عباس من المسرح السياسي، أن تنقسم السلطة الفلسطينية بين بعض اللاعبين الكبار في معركة الخلافة حتى إجراء الانتخابات الرئاسية.

الخطوة التي اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية الآن هي خطوة للتعبير عن الدعم لماجد فرج مما يعزز موقفه في معركة الخلافة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023