حماس تعيد وضع نفسها كدرع حامي للأقصى

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات







رغم جهود الوساطة المصرية والقطرية، استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل" لليوم الثاني على التوالي (الخميس) عقب المواجهات في المسجد الأقصى.

 سمحت  حماس للمنظمات بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه "إسرائيل"، لكنها تحرص على عدم مهاجمة العمق الإسرائيلي وهي تكتفي الآن بمهاجمة المستوطنات الإسرائيلية بالقرب من حدود قطاع غزة.

كما أن حماس ليست معنية بجولة قتال جديدة ضد "إسرائيل" يكون قطاع غزة مشاركا فيها، فلديها الكثير ليخسره اقتصاديًا ومن ناحية المساعدات الإنسانية التي حصل عليها من "إسرائيل" مثل دخول آلاف العمال من قطاع غزة للعمل في "إسرائيل".
كما أنها لا تريد أن تخسر الدعم المالي القطري البالغ 30 مليون دولار شهرياً لقطاع غزة.




ولهذا تكتفي حماس حاليًا بإطلاق عشرات الصواريخ فقط على "إسرائيل"، وإطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي هاجمت أهدافًا في قطاع غزة، في إدانات وتظاهرات دعم للمسجد الأقصى في عموم قطاع غزة وفي تصريحات عدائية بعد تلقيها رسائل من "إسرائيل" بأنها غير معنية بالتصعيد وتعمل على تهدئة الأوضاع في الحرم.




من جانبه دعا نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، في 5 نيسان / أبريل الفلسطينيين وعرب "إسرائيل" إلى "الرد على الجريمة الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك بالقوة وبكل الوسائل".

 وشدد العاروري على أن "الحكومة الصهيونية الفاشية والإجرامية يجب أن تعلم أن هناك ثمنا باهظا لإلحاق الضرر بالأماكن المقدسة للإسلام وستحترق الأرض تحت أقدامها".

خطة محور المقاومة التي تقودها إيران للتصعيد في شهر رمضان كانت ناجحة، وتم تنفيذها على مراحل.

وتضمنت المرحلة الأولى عمليات في الضفة الغربية ومفرق مجدو، وبدأت المرحلة الثانية في شرقي القدس والمسجد الأقصى استعدادًا لعيد الفصح وتستمر حتى نهاية شهر رمضان.

ويقول مسؤولو حماس إنه في نفس وقت الأحداث العنيفة في المسجد الأقصى، ستستمر الهجمات في الضفة الغربية وكذلك الهجمات على "إسرائيل" على الحدود الشمالية.

وتقول مصادر في حماس إن "إسرائيل" ضعيفة بسبب موجة الاحتجاج الداخلية على الإصلاح القانوني وبسبب أزمة العلاقات مع الولايات المتحدة، وأن حماس استطاعت أن تعيد فرض معادلة توحيد الجبهات التي بدأتها في مايو 2021 في عملية "حارس الأسوار".

وحاليًا، تكتفي حماس بالتظاهرات التي شهدتها عدة مدن وقرى عربية في "إسرائيل" ضد ما يجري في المسجد الأقصى وتظاهرات التأييد في الدول العربية وتركيا.




فيما يقول مسؤولو حماس أنها أوفت بوعودها قبل شهر رمضان بأنها ستحمي المسجد الأقصى بكل الوسائل لمنع تقسيمه بين اليهود والمسلمين، كما فعلت "إسرائيل" في الحرم الإبراهيمي عام 1994، و أنها نجحت في منع تقديم القرابين في ساحات المسجد الأقصى استعدادًا لعيد الفصح هذا العام.




وتقول حماس إن حامية القدس والمسجد الأقصى هما مفتاح الهدوء والاستقرار في المنطقة، وأنها أثبتت أن القدس يمكن أن تكون المتفجرات التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار كبير في أي وقت.

 وتفتخر حماس بأنها نجحت في تحفيز سكان شرقي القس الذين هم الدرع البشري للمسجد الأقصى المبارك ضد اليهود، وإحباط نية "إسرائيل" الاستيلاء على الحرم الشريف.




 المواجهات في المسجد الأقصى ترمز إلى فشل الاجتماعات الأمنية التي بدأتها الولايات المتحدة قبل شهر رمضان في العقبة وشرم الشيخ بمشاركة "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر لمنع التصعيد.

وهناك غضب شديد في الأردن، حيث يرى في الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى ضررًا خطيرًا لمكانته كوصي على الأماكن المقدسة في القدس.

كما أن السلطة الفلسطينية غاضبة من "إسرائيل" وتخشى أن تمتد الأحداث العنيفة إلى الضفة الغربية وتتحول إلى مظاهرات في المدن الرئيسية من شأنها تقويض استقرار السلطة الفلسطينية.

"إسرائيل" تنتهج سياسة حذرة لتجنب التصعيد. بقي أسبوعان آخران حتى نهاية شهر رمضان،  ولدى المؤسسة الأمنية معلومات استخبارية حول نية تصعيد الهجمات قبل عيد الاستقلال.




وفي غضون ذلك، تمكنت حركة حماس من ركوب "موجة العنف" من جديد وتعزيز مكانتها في المجتمع الفلسطيني مرة أخرى بصفتها المدافع عن القدس والمسجد الأقصى كما فعلت في مايو 2021، دون الدخول في حرب شاملة مع "إسرائيل" بينما تزداد السلطة الفلسطينية ضعفاً.




جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023