موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
على الرغم من التصعيد الأخير على الحدود الشمالية الذي تتحمل مسؤوليته منظمة حزب الله بالتنسيق مع إيران، يجب ألا ننسى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يزال مختبئًا في مخبأ منذ عام 2006 وبعد أن اعترف بذلك بعد فوات الأوان، بن قراره خطف الجنديين الإسرائيليين كان خطأ أدى إلى حرب لبنان الثانية.
نصرالله لا يخرج من "المخبأ" خوفًا من أن تحاول "إسرائيل" اغتياله، خصوصًا في الأيام الأخيرة، فهو يخوض حربًا نفسية ضد "إسرائيل".
نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية، الناطقة بلسان حزب الله، في 13 أبريل / نيسان، تقريراً مفصلاً عن قيام حزب الله بأسر عملاء إسرائيليين كانوا يجمعون معلومات عن حسن نصر الله وكبار مسؤولي الحزب.
وألقى حسن نصرالله كلمة في 14 أبريل بمناسبة "يوم القدس العالمي" الذي تحتفل به إيران في نهاية شهر رمضان، حيث اتضح أنه يستمد الكثير من التشجيع من العمليات الجارية على الساحة الدولية وفي الشرق الأوسط: إضعاف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وزيادة مشاركة روسيا وإيران في المنطقة، والانقسام الداخلي داخل "إسرائيل" في أعقاب موجة الاحتجاجات ضد الإصلاح القانوني.
وتعترف أجهزة المخابرات الإسرائيلية بحسن نصرالله بمزيد من الشجاعة والجرأة للعمل ضد "إسرائيل"؛ بسبب هذه التطورات، وتقييمه أن "إسرائيل" ليست في وضع جيد داخليًا ودوليًا وهي في أسوأ وضع عام منذ إنشائها.
وكان خطاب حسن نصر الله مليئا بالتحذيرات لـ"إسرائيل" والتهديدات بأن "أي هجوم إسرائيلي على القدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة أو سوريا سيجر المنطقة إلى حرب كبرى".
وركز على لبنان وحذر من أن حزب الله سيرد دون تردد على أي حادث أمني يقع في لبنان.
ورغم تهديداته بالحرب، هذا لا يعني أنه مهتم بحرب شاملة مع "إسرائيل"، لا سيما في الوضع الحالي الذي يعيش فيه لبنان.
ويبدو أنه يحاول استغلال الوضع وضرب "إسرائيل" من خلال الفلسطينيين دون بصمات منظمته، مما يحرم "إسرائيل" من إمكانية الرد عسكريًا على حزب الله.
والواضح بأن نصرالله يغير قواعد اللعبة التي كانت تستخدم منذ عام 2006 حتى الآن، دون أن يتحمل مسؤولية الهجوم على مفترق مجدو وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل.
هاتان العمليتان نفذهما فلسطينيون بالتنسيق مع حزب الله بعد تلقي الضوء الأخضر منه.
ورداً على الهجوم على مفترق مجدو، هاجمت "إسرائيل" قاعدة لطائرات بدون طيار تابعة لحزب الله في سوريا، وأيضًا ردًا على إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان، هاجمت أهدافا لحركة حماس في لبنان، ولم يرد حزب الله على هذه الهجمات من قبل "إسرائيل".
الجدير بالذكر أن حسن نصر الله اعتمد استراتيجية الصمت والغموض ولم يتحمل في خطابه المسؤولية عن الهجوم على مفترق مجدو وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وبرر صمته بقوله إنه يريد دراسة الموضوع والتشاور مع حلفائه، وأعلن: "حزب الله انتهج سياسة الصمت في إطار شن الحملة على العدو، وهذا أفضل لأنه يقلق العدو".
الحاكم الوحيد للبنان
حزب الله هو الحاكم الوحيد لجنوب لبنان. قوة اليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان تخشى مواجهته.
في الماضي هاجم عناصر حزب الله جنود اليونيفيل الذين اشتبهوا في أنهم يقوضون سيطرة حزب الله على المنطقة.
وفي ديسمبر من العام الماضي، قتل جنديًا أيرلنديًا بعد أن ادعى أعضاء في حزب الله أنه كان يلتقط صوراً في منطقة محظورة في جنوب لبنان.
كما ينسق الجيش اللبناني عملياته في جنوب لبنان مع حزب الله، وإن الادعاء بأن حزب الله لم يكن يعلم بإطلاق 34 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه "إسرائيل" هو ادعاء سخيف.
حماس التي أطلقت الصواريخ لن تجرؤ على إحراج حزب الله في جنوب لبنان، فالوجود العسكري لحركة حماس في جنوب لبنان يتم بموافقة حزب الله، وحماس ملزمة بإبلاغ حزب الله بجميع أعمالها.
وقبل يوم من إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه "إسرائيل"، قام إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بزيارة بيروت.
وكان مقررًا له الإفطار مع حسن نصر الله زعيم حزب الله واللواء إسماعيل قاني قائد فيلق "القدس" الإيراني ومع مجتبى أماني سفير إيران في لبنان.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 13 نيسان / أبريل أن اللواء إسماعيل قاني نسّق الهجوم الصاروخي من لبنان باتجاه الجليل مع حزب الله وحماس، وأنه هو من ضغط لتنفيذ الهجوم فعلياً.
وبحسب مصادر لبنانية، فإن حزب الله قلق من التطورات الأخيرة وغير راضٍ عن التقارب بين السعودية وإيران وسوريا.
ويخشى حسن نصر الله أن يؤدي ذلك إلى إضعاف موقع حزب الله في سوريا واليمن.
كما أن للوضع الداخلي في لبنان تأثير على نوايا حسن نصر الله وخططه فيما يتعلق بـ"إسرائيل".
النظام السياسي اللبناني مشلول ولا يستطيع انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ويواجه حزب الله صعوبة في انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية، المرشح المفضل لحسن نصر الله، لمنصب الرئيس، كما لا يمكن لحزب الله أن يتجاهل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان ومواقف مواطنيه الذين لا يريدون حرباً أخرى مع "إسرائيل".
وقد تؤدي حرب جديدة بين حزب الله و"إسرائيل" إلى انهيار لبنان بعد أن أعلنت "إسرائيل" بأوضح صورة أنها ستهاجم البنية التحتية المدنية للبنان في الحرب و "تعيدها إلى العصر الحجري".
كما تُعرض حرب جديدة بين "إسرائيل" وحزب الله للخطر اتفاقية المياه الاقتصادية بين "إسرائيل" ولبنان التي تم توقيعها العام الماضي بعد أن قبلت "إسرائيل" شروط حزب الله.
حسن نصرالله من جانبه، يعلم أن الحرب على "إسرائيل" مغامرة غير مؤكدة نتائجها ولبنان سيدفع ثمنها غاليا.
ويبدو أنه يفضل الآن العمل ضد "إسرائيل" من خلال مبعوثين فلسطينيين والحفاظ على مساحة الإنكار خوفًا من رد الفعل الإسرائيلي.